المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
تحتمس الرابع يقيم مسلةَ جدِّه في مكانها.
2024-04-19
منشآت تحتمس الثالث الدينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الامر الالهي بتزويجه من الزهراء (عليهما السلام)  
  
3726   10:34 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص636-665.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته /

من المناقب عن أم سلمة و سلمان الفارسي و علي بن أبي طالب (عليه السلام) و كل قالوا إنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل الفضل و السابقة في الإسلام و الشرف و المال و كان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله (صلى الله عليه واله) أعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه واله) بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه أن رسول الله (صلى الله عليه واله) ساخط عليه أو قد نزل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه وحي من السماء و لقد خطبها من رسول الله (صلى الله عليه واله) أبو بكر الصديق فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرها إلى ربها و خطبها بعد أبي بكر عمر بن الخطاب فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) كمقالته لأبي بكر قال و إن أبا بكر و عمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) و معهما سعد بن معاذ الأنصاري ثم الأوسي فتذاكروا أمر فاطمة ( عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال أبو بكر قد خطبها الأشراف من رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها و إن علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله (صلى الله عليه واله) و لم يذكرها له و لا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد و إنه ليقع في نفسي أن الله عز و جل و رسوله (صلى الله عليه واله) إنما يحبسانها عليه قال ثم أقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب و على سعد بن معاذ فقال هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى نذكر له هذا فإن منعه قلة ذات اليد واسيناه و أسعفناه فقال له سعد بن معاذ وفقك الله يا أبا بكر فما زلت موفقا قوموا بنا على بركة الله .

وبمنه قال سلمان الفارسي فخرجوا من المسجد و التمسوا عليا في منزله فلم يجدوه و كان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الأنصار بأجرة فانطلقوا نحوه فلما نظر إليهم علي (عليه السلام) قال ما وراءكم و ما الذي جئتم له فقال أبو بكر يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا و لك فيها سابقة و فضل و أنت من رسول الله (صلى الله عليه واله) بالمكان الذي قد عرفت من القرابة و الصحبة و السابقة و قد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ابنته فاطمة (عليها السلام) فردهم و قال إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله (صلى الله عليه واله) و تخطبها منه فإني لأرجو أن يكون الله عز و جل و رسوله (صلى الله عليه واله) إنما يحبسانها عليك قال فتغرغرت عينا علي (عليه السلام) بالدموع .

وقال يا أبا بكر لقد هيجت مني ساكنا و أيقظتني لأمر كنت عنه غافلا و الله إن فاطمة لموضع رغبة وما مثلي قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد فقال أبو بكر لا تقل هذا يا أبا الحسن فإن الدنيا و ما فيها عند الله تعالى و عند رسوله (صلى الله عليه واله) كهباء منثور قال ثم إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) حل عن ناضحه و أقبل يقوده إلى منزله فشده فيه و لبس نعله و أقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) في منزل زوجته أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة المخزومي فدق علي (عليه السلام) الباب فقالت أم سلمة من في الباب فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل أن يقول علي أنا علي قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب و مريه بالدخول فهذا رجل يحبه الله و رسوله و يحبهما .

فقالت أم سلمة فداك أبي و أمي و من هذا الذي تذكر فيه هذا و أنت لم تره فقال مه يا أم سلمة فهذا رجل ليس بالخرق و لا بالنزق هذا أخي و ابن عمي و أحب الخلق إلي .

قالت أم سلمة فقمت مبادرة أكاد أن أعثر بمرطي ففتحت الباب فإذا أنا بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) و والله ما دخل حين فتحت حتى علم أني قد رجعت إلى خدري ثم إنه دخل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته .

فقال له النبي (صلى الله عليه واله) وعليك السلام يا أبا الحسن اجلس .

قالت أم سلمة فجلس علي بن أبي طالب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) وجعل ينظر إلى الأرض كأنه قصد لحاجة وهو يستحيي أن يبديها فهو مطرق إلى الأرض حياء من رسول الله (صلى الله عليه واله) .

فقالت أم سلمة فكان النبي (صلى الله عليه واله) علم ما في نفس علي (عليه السلام) فقال له يا أبا الحسن إني أرى أنك أتيت لحاجة فقل ما حاجتك و أبد ما في نفسك فكل حاجة لك عندي مقضية .

قال علي (عليه السلام) فقلت فداك أبي و أمي إنك لتعلم أنك أخذتني من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد و أنا صبي لا عقل لي فغذيتني بغذائك و أدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبي طالب و من فاطمة بنت أسد في البر و الشفقة و أن الله تعالى هداني بك و على يديك و استنقذني مما كان عليه آبائي و أعمامي من الحيرة و الشرك و أنك و الله يا رسول الله ذخري و ذخيرتي في الدنيا و الآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما شد الله من عضدي بك أن تكون لي زوجة أسكن إليها و قد أتيتك خاطبا راغبا أخطب إليك ابنتك فاطمة فهل أنت مزوجي يا رسول الله .

قالت أم سلمة فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) يتهلل فرحا و سرورا ثم تبسم في وجه علي (عليه السلام) فقال يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوجك به .

فقال له علي فداك أبي و أمي و الله ما يخفى عليك من أمري شيء أملك سيفي و درعي و ناضحي و ما أملك شيئا غير هذا فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) يا علي أما سيفك فلا غنى بك عنه تجاهد به في سبيل الله و تقاتل به أعداء الله و ناضحك تنضح به على نخلك و أهلك و تحمل عليه رحلك في سفرك و لكني قد زوجتك بالدرع و رضيت بها منك يا أبا الحسن أبشرك .

قال علي (عليه السلام) فقلت نعم فداك أبي و أمي بشرني فإنك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الأمر صلى الله عليك فقال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) أبشر يا أبا الحسن فإن الله عز و جل قد زوجكها من السماء من قبل أن أزوجكها من الأرض و لقد هبط علي في موضعي من قبل أن تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى و أجنحة شتى لم أر قبله من الملائكة مثله فقال لي السلام عليك و رحمة الله و بركاته أبشر يا محمد باجتماع الشمل و طهارة النسل فقلت و ما ذاك أيها الملك .

فقال لي يا محمد أنا سيطائيل الملك الموكل بإحدى قوائم العرش سألت ربي عز و جل أن يأذن لي في بشارتك و هذا جبرئيل على أثري يخبرك عن ربك عز و جل بكرامة الله عز و جل قال النبي (صلى الله عليه واله) فما استتم كلامه حتى هبط علي جبرئيل (عليه السلام) فقال السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته يا محمد ثم إنه وضع بين يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة و فيها سطران مكتوبان بالنور فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة و ما هذه الخطوط فقال جبرئيل (عليه السلام) يا محمد إن الله عز و جل اطلع إلى الأرض اطلاعه فاختارك من خلقه فبعثك برسالاته ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخا و وزيرا و صاحبا و ختنا فزوجه ابنتك فاطمة (رضي الله عنها) .

فقلت يا حبيبي جبرئيل من هذا الرجل فقال لي يا محمد أخوك في الدنيا و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب (عليه السلام) و إن الله أوحى إلى الجنان أن تزخرفي فتزخرفت الجنان و إلى شجرة طوبى أن احملي الحلي و الحلل و تزينت الحور العين و أمر الله الملائكة أن يجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور فهبط من فوقها إليها و صعد من تحتها إليها و أمر الله عز و جل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب بيت المعمور وهو الذي خطب عليه آدم يوم عرض الأسماء على الملائكة وهو منبر من نور فأوحى إلى ملك من ملائكة حجبه يقال له راحيل أن يعلو ذلك المنبر و أن يحمده بمحامده و يمجده بتمجيده و أن يثني عليه بما هو أهله و ليس في الملائكة أحسن منطقا منه و لا أحلى لغة من راحيل الملك فعلا المنبر و حمد ربه و مجده و قدسه و أثنى عليه بما هو أهله فارتجت السماوات فرحا و سرورا.

قال جبرئيل (عليه السلام) ثم أوحى الله إلي أن أعقد عقدة النكاح فإني قد زوجت أمتي فاطمة بنت حبيبي محمد من عبدي علي بن أبي طالب فعقدت عقدة النكاح و أشهدت على ذلك الملائكة أجمعين و كتبت شهادتهم في هذه الحريرة و قد أمرني ربي عز و جل أن أعرضها عليك و أن أختمها بخاتم مسك و أن أدفعها إلى رضوان و إن الله عز و جل لما أشهد الملائكة على تزويج علي من فاطمة وأمر شجرة طوبى أن تنثر حملها من الحلي و الحلل فنثرت ما فيها و التقطه الملائكة و الحور العين و إن الحور ليتهادينه و يفخرن به إلى يوم القيامة.

يامحمد إن الله عز و جل أمرني أن آمرك أن تزوج عليا في الأرض فاطمة (عليه السلام) و تبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا و الآخرة يا أبا الحسن فو الله ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب ألا و إني منفذ فيك أمر ربي عز و جل امض يا أبا الحسن أمامي فإني خارج إلى المسجد و مزوجك على رؤوس الناس و ذاكر من فضلك ما تقر به عينك و أعين محبيك في الدنيا و الآخرة قال علي فخرجت من عند رسول الله (صلى الله عليه واله) مسرعا و أنا لا أعقل فرحا و سرورا فاستقبلني أبو بكر و عمر فقالا ما وراءك فقلت زوجني رسول الله ابنته فاطمة و أخبرني أن الله عز و جل زوجنيها من السماء و هذا رسول الله (صلى الله عليه واله) خارج في أثري ليظهر ذلك بحضرة الناس ففرحا بذلك فرحا شديدا و رجعا معي إلى المسجد فما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله و إن وجهه ليتهلل سرورا و فرحا فقال يا بلال فأجابه فقال لبيك يا رسول الله قال اجمع إلي المهاجرين و الأنصار فجمعهم ثم رقى درجة من المنبر فحمد الله و أثنى عليه.

وقال معاشر الناس إن جبرئيل أتاني آنفا فأخبرني عن ربي عز و جل أنه جمع ملائكة عند البيت المعمور و أنه أشهدهم جميعا أنه زوج أمته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن أبي طالب و أمرني أن أزوجه في الأرض و أشهدكم على ذلك ثم جلس و قال لعلي (عليه السلام) قم أبا الحسن فاخطب أنت لنفسك قال فقام فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي (صلى الله عليه واله) وقال الحمد لله شكرا لأنعمه و أياديه و لا إله إلا الله شهادة تبلغه و ترضيه و صلى الله على محمد صلاة تزلفه و تخطيه و النكاح مما أمر الله عز و جل به و رضيه و مجلسنا هذا مما قضاه الله و أذن فيه و قد زوجني رسول الله (صلى الله عليه واله) ابنته فاطمة و جعل صداقها درعي هذا و قد رضيت بذلك فاسألوه و اشهدوا فقال المسلمون لرسول الله (صلى الله عليه واله) زوجته يا رسول الله.

قال علي فأقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك و ائتني بثمنه حتى أهيئ لك و لابنتي فاطمة ما يصلحكما قال علي فانطلقت و بعته بأربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان فلما قبضت الدراهم منه و قبض الدرع مني قال يا أبا الحسن أ لست أولى بالدرع منك و أنت أولى بالدراهم مني فقلت بلى قال فإن الدرع هدية مني إليك فأخذت الدرع و الدراهم و أقبلت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فطرحت الدرع و الدراهم بين يديه و أخبرته بما كان من أمر عثمان فدعا له بخير و قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) قبضة من الدراهم ودعا بأبي بكر فدفعها إليه و قال يا أبا بكر اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها و بعث معه سلمان الفارسي و بلالا ليعيناه على حمل ما يشتريه قال أبو بكر وكانت الدراهم التي اعطانيها ثلاثة و ستين درهما فانطلقت و اشتريت فراشا من خيش مصر محشوا بالصوف و نطعا من أدم و وسادة من أدم حشوها من ليف النخل و عباءة خيبرية و قربة للماء و كيزانا و جرارا و مطهرة للماء و ستر صوف رقيقا و حملناه جميعا حتى وضعناه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما نظر إليه بكى و جرت دموعه ثم رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف قال علي و دفع رسول الله (صلى الله عليه واله) باقي ثمن الدرع إلى أم سلمة .

وقال اتركي هذه الدراهم عندك و مكثت بعد ذلك شهرا لا أعاود رسول الله (صلى الله عليه واله) في أمر فاطمة (عليه السلام) بشيء استحياء من رسول الله (صلى الله عليه واله) غير أني كنت إذا خلوت برسول الله يقول يا أبا الحسن ما أحسن زوجتك و أجملها أبشر يا أبا الحسن فقد زوجتك سيدة نساء العالمين قال علي (عليه السلام) فلما كان بعد شهر دخل علي أخي عقيل بن أبي طالب .

وقال يا أخي ما فرحت بشي ء كفرحي بتزويجك فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله) يا أخي فما بالك لا تسأل رسول الله (صلى الله عليه واله) يدخلها عليك فنقر عينا باجتماع شملكما .

قال علي (عليه السلام) و الله يا أخي إني لأحب ذلك و ما يمنعني من مسألته إلا الحياء منه (عليه السلام).

فقال أقسمت عليك إلا قمت معي فقمنا نريد رسول الله فلقينا في طريقنا أم أيمن مولاة رسول الله (صلى الله عليه واله) فذكرنا ذلك لها فقالت لا تفعل و دعنا نحن نكلمه فإن كلام النساء في هذا الأمر أحسن و أوقع بقلوب الرجال ثم انثنت راجعة فدخلت على أم سلمة فأعلمتها بذلك و أعلمت نساء النبي (صلى الله عليه واله) فاجتمعن عند رسول الله و كان في بيت عائشة فأحدقن به و قلن فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله قد اجتمعنا لأمر لو أن خديجة في الأحياء لقرت بذلك عينها .

قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال خديجة و أين مثل خديجة صدقتني حين كذبني الناس و آزرتني على دين الله و أعانتني عليه بمالها إن الله عز و جل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه و لا نصب قالت أم سلمة فقلنا فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله إنك لم تذكر من خديجة أمرا إلا و قد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك و جمع بيننا و بينها في درجات جنته و رضوانه و رحمته يا رسول الله و هذا أخوك في الدنيا و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحب أن تدخل عليه زوجته فاطمة (عليه السلام) و تجمع بها شمله .

فقال يا أم سلمة فما بال علي لا يسألني ذلك فقلت يمنعه الحياء منك يا رسول الله قالت أم أيمن فقال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) انطلقي إلى علي فأتيني به فخرجت من عند رسول الله (صلى الله عليه واله) فإذا علي ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما رآني .

قال ما وراءك يا أم أيمن قلت أجب رسول الله (صلى الله عليه واله) قال فدخلت عليه و قمن أزواجه فدخلن البيت و جلست بين يديه مطرقا نحو الأرض حياء منه فقال أ تحب أن تدخل عليك زوجتك فقلت و أنا مطرق نعم فداك أبي و أمي فقال نعم و كرامة يا أبا الحسن أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء الله فقمت فرحا مسرورا و أمر (صلى الله عليه واله) أزواجه أن يزين فاطمة (عليه السلام) و يطيبنها و يفرشن لها بيتا ليدخلنها على بعلها ففعلن ذلك و أخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) من الدراهم التي سلمها إلى أم سلمة عشرة دراهم فدفعها إلى علي (عليه السلام) و قال اشتر سمنا و تمرا و أقطا فاشتريت و أقبلت به إلى رسول الله فحسر (صلى الله عليه واله) عن ذراعيه و دعا بسفرة من أدم و جعل يشدخ التمر و السمن و يخلطهما بالأقط حتى اتخذه حيسا ثم قال يا علي ادع من أحببت فخرجت إلى المسجد و أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) متوافرون فقلت أجيبوا رسول الله (صلى الله عليه واله) فقاموا جميعا و أقبلوا نحو النبي (صلى الله عليه واله) فأخبرته أن القوم كثير فجلل السفرة بمنديل و قال أدخل علي عشرة بعد عشرة ففعلت و جعلوا يأكلون و يخرجون و لا ينقص الطعام حتى لقد أكل من ذلك الحيس سبعمائة رجل و امرأة ببركة يده (صلى الله عليه واله) .

قالت أم سلمة ثم دعا بنته فاطمة (عليه السلام) و دعا بعلي (عليه السلام) فأخذ عليا بيمينه و فاطمة بشماله و جمعهما إلى صدره فقبل بين أعينهما و دفع فاطمة إلى علي و قال يا علي نعم الزوجة زوجتك ثم أقبل على فاطمة (عليها السلام) وقال يا فاطمة نعم البعل بعلك ثم قام معهما يمشي بينهما حتى أدخلهما بيتهما الذي هيئ لهما ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال طهركما الله و طهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما أنا حرب لمن حاربكما أستودعكما الله و أستخلفه عليكما قال علي و مكث رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد ذلك ثلاثا لا يدخل علينا فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا فصادف في حجرتنا أسماء بنت عميس الخثعمية فقال لها ما يقفك هاهنا و في الحجرة رجل فقالت له فداك أبي و أمي إن الفتاة إذا زفت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة تتعاهدها و تقوم بحوائجها فأقمت هاهنا لأقضي حوائج فاطمة (عليه السلام) و أقوم بأمرها فتغرغر عينا رسول الله (صلى الله عليه واله) بالدموع و قال يا أسماء قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة .

قال علي (عليه السلام) و كانت غداة قرة و كنت أنا و فاطمة تحت العباء فلما سمعنا كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) لأسماء ذهبنا لنقوم فقال بحقي عليكما لا تفترقا حتى أدخل عليكما فرجعنا إلى حالنا و دخل (صلى الله عليه واله) و جلس عند رؤوسنا و أدخل رجليه فيما بيننا و أخذت رجله اليمنى فضممتها إلى صدري و أخذت فاطمة (عليها السلام) رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها و جعلنا ندفئ رجليه من القر حتى إذا دفأتا قال يا علي ائتني بكوز من ماء فأتيته فتفل فيه ثلاثا و قرأ عليه آيات من كتاب الله تعالى ثم قال يا علي اشربه و اترك فيه قليلا ففعلت ذلك فرش باقي الماء على رأسي و صدري و قال أذهب الله عنك الرجس يا أبا الحسن و طهرك تطهيرا و قال ائتني بماء جديد فأتيته به ففعل كما فعل و سلمه إلى ابنته (صلى الله عليه واله) و قال لها اشربي و اتركي منه قليلا ففعلت فرشه على رأسها و صدرها و قال أذهب الله عنك الرجس و طهرك تطهيرا و أمرني بالخروج من البيت و خلا بابنته و قال كيف أنت يا بنية و كيف رأيت زوجك قالت له يا أبه خير زوج إلا أنه دخل على نساء من قريش و قلن لي زوجك رسول الله من فقير لا مال له فقال لها يا بنية ما أبوك بفقير و لا بعلك بفقير و لقد عرضت علي خزائن الأرض من الذهب و الفضة فاخترت ما عند الله ربي عز و جل يا بنية لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت الدنيا في عينك و الله يا بنية ما ألوتك نصحا أن زوجتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما يا بنية إن الله عز و جل اطلع إلى الأرض اطلاعه فاختار منها رجلين فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك يا بنية نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمرا ثم صاح بي رسول الله يا علي فقلت لبيك يا رسول الله فقال ادخل بيتك و الطف بزوجتك و ارفق بها فإن فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها و يسرني ما يسرها أستودعكما الله و أستخلفه عليكما قال علي (عليه السلام) فو الله ما أغضبتها و لا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز و جل إليه و لا أغضبتني و لا عصت لي أمرا و لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم و الأحزان قال علي (عليه السلام) ثم قام رسول الله (صلى الله عليه واله) لينصرف فقالت له فاطمة يا أبه لا طاقة لي بخدمة البيت فأخدمني خادما يخدمني و يعينني على أمر البيت فقال لها يا فاطمة أو لا تريدين خيرا من الخادم فقال علي قولي بلى قالت يا أبه خيرا من الخادم فقال تسبحين الله عز و جل في كل يوم ثلاثا و ثلاثين مرة و تحمدينه ثلاثا و ثلاثين مرة و تكبرينه أربعا و ثلاثين مرة فذلك مائة باللسان و ألف حسنة في الميزان يا فاطمة إنك إن قلتها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من أمر الدنيا و الآخرة .

ونقلت من كتاب الذرية الطاهرة تصنيف أبي بشير محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي من نسخة بخط الشيخ ابن وضاح الحنبلي الشهراباني و أجاز لي أن أروي عنه كلما يرويه عن مشايخه و هو يروي كثيرا و أجاز لي السيد جلال الدين بن عبد الحميد بن فخار الموسوي الحائري أدام الله شرفه أن أرويه عنه عن الشيخ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي المحدث إجازة في محرم سنة عشرة و ستمائة و عن الشيخ برهان الدين أبي الحسين أحمد بن علي الغزنوي إجازة في ربيع الأول سنة أربع عشرة و ستمائة كلاهما عن الشيخ الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي بإسناده و السيد أجاز لي قديما رواية كلما يرويه و بهذا الكتاب في ذي الحجة في سنة ست و سبعين و ستمائة عن علي (عليه السلام) قال خطب أبو بكر و عمر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأبى رسول الله (صلى الله عليه واله) عليهما فقال عمر أنت لها يا علي فقال ما لي من شيء إلا درعي أرهنها فزوجه رسول الله (صلى الله عليه واله) فاطمة فلما بلغ ذلك فاطمة (عليها السلام) عنها بكت قال فدخل عليها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ما لك تبكين يا فاطمة فو الله لقد أنكحتك أكثرهم علما و أفضلهم حلما و أولهم سلما.

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال تزوج علي فاطمة (عليهما السلام) في شهر رمضان و بنى بها في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة .

وعن مجاهد عن علي (عليه السلام) قال خطبت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت مولاة لي هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) قلت لا فقالت قد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله (صلى الله عليه واله) فيزوجك فقلت و هل عندي شيء أتزوج به فقالت إنك إن جئت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) زوجك فو الله ما زالت ترجئني حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) و كانت له جلالة و هيبة فلما قعدت بين يديه (صلى الله عليه واله) أفحمت فو الله ما استطعت أن أتكلم فقال ما جاء بك ألك حاجة فسكت فقال لعلك جئت أن تخطب فاطمة قلت نعم قال فهل عندك من شيء تستحلها به قلت لا و الله يا رسول الله فقال ما فعلت الدرع التي سلحتكها فقلت عندي و الذي نفسي بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم قال قد زوجتكها فابعث بها فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) .

وعن عطاء بن أبي رباح قال لما خطب علي (عليه السلام) فاطمة أتاها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال إن عليا قد ذكرك فسكت فخرج فزوجها.

وعن ابن بريدة عن أبيه قال : قال نفر من الأنصار لعلي بن أبي طالب اخطب فاطمة فأتى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسلم عليه فقال له ما حاجة علي بن أبي طالب قال يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال مرحبا و أهلا لم يزد عليها فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار و كانوا ينتظرونه قالوا ما وراءك قال ما أدري غير أنه قال مرحبا و أهلا قالوا يكفيك من رسول الله أحدهما أعطاك الأهل و الرحب فلما كان بعد ذلك قال يا علي إنه لا بد للعرس من وليمة فقال سعد عندي كبش و جمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة فلما كان ليلة البناء قال لعلي لا تحدثن شيئا حتى تلقاني فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي و قال اللهم بارك فيهما و بارك عليهما و بارك لهما في شبليهما و قال ابن ناصر في نسليهما و عن أسماء بنت عميس قالت كنت في زفاف فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله) فلما أصبحنا جاء النبي (صلى الله عليه واله) إلى الباب فقال يا أم أيمن ادعي لي أخي قالت هو أخوك و تنكحه ابنتك قال نعم يا أم أيمن قالت و سمع النساء صوت النبي (صلى الله عليه واله) فتنحين و اختبأت أنا في ناحية فجاء علي (عليه السلام) فنضح النبي (صلى الله عليه واله) عليه من الماء و دعا له ثم قال ادعي لي فاطمة فجاءت خرقة من الحياء فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) اسكني لقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ثم نضح عليها من الماء و دعا لها قالت ثم رجع (صلى الله عليه واله) فرأى سوادا بين يديه فقال من هذا فقلت أنا أسماء بنت عميس قال جئت في زفاف فاطمة تكرمينها قلت نعم قالت فدعا لي.

قال علي بن عيسى عفا الله عنه و حدثني السيد جلال الدين بن عبد الحميد بن فخار الموسوي بما هذا معناه و ربما اختلفت الألفاظ قال قالت أسماء بنت عميس هذه حضرت وفاة خديجة (عليها السلام) فبكت فقلت أتبكين و أنت سيدة نساء العالمين و أنت زوجة النبي (صلى الله عليه واله) و مبشرة على لسانه بالجنة.

فقالت ما لهذا بكيت و لكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها و تستعين بها على حوائجها و فاطمة حديثة عهد بصبى و أخاف أن لا يكون لها من يتولى أمورها حينئذ .

فقلت يا سيدتي لك علي عهد الله أني إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الأمر فلما كانت تلك الليلة و جاء النبي (صلى الله عليه واله) أمر النساء فخرجن و بقيت فلما أراد الخروج رأى سوادي فقال من أنت .

فقلت أسماء بنت عميس فقال ألم آمرك أن تخرجي فقلت بلى يا رسول الله فداك أبي و أمي و ما قصدت خلافك و لكني أعطيت خديجة رضي الله عنها عهدا و حدثته فبكى .

وقال تالله لهذا وقفت فقلت نعم و الله فدعا لي عدنا إلى ما أورده الدولابي .

وعن أسماء بنت عميس قالت لقد جهزت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى علي بن أبي طالب و ما كان حشو فرشهما و وسائدهما إلا ليف و لقد أولم علي لفاطمة (عليه السلام) فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته رهن درعه عند يهودي و كانت وليمته آصعا من شعير و تمر و حيس.

وقال علي بن عيسى قد تظاهرت الروايات كما ترى أن أسماء بنت عميس حضرت زفاف فاطمة و فعلت و أسماء كانت مهاجرة بأرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) و لم تعد هي و لا زوجها إلا يوم فتح خيبر و ذلك في سنة ست من الهجرة و لم تشهد الزفاف لأنه كان في ذي الحجة من سنة اثنتين.

 

والتي شهدت الزفاف سلمى بنت عميس أختها و هي زوجة حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام) و لعل الأخبار عنها و كانت أسماء أشهر من أختها عند الرواة فرووا عنها أو سها راو واحد فتبعوه.
ومن كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي عن أبي هريرة قال :قالت فاطمة يا رسول الله زوجتني علي بن أبي طالب و هو فقير لا مال له. فقال :يا فاطمة أما ترضين أن الله اطلع إلى أهل الأرض اطلاعه فاختار منها رجلين أحدهما أبوك و الآخر بعلك.

 

و عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) أيها الناس هذا علي بن أبي طالب و أنتم تزعمون أني زوجته ابنتي فاطمة و لقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أجب كل ذلك أتوقع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل (عليه السلام) ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان فقال يا محمد العلي الأعلى يقرأ عليك السلام و قد جمع الروحانيين و الكروبيين في واد يقال له الأفيح تحت شجرة طوبى و زوج فاطمة عليا و أمرني فكنت الخاطب و الله تعالى الولي و أمر شجرة طوبى فحملت الحلي و الحلل و الدر و الياقوت ثم نثرته و أمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهن يتهادينه إلى يوم القيامة و يقلن هذا نثار فاطمة و عن علقمة عن عبد الله قال أصاب فاطمة (عليها السلام) صبيحة العرس رعدة فقال لها النبي (صلى الله عليه واله) زوجتك سيدا في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين يا فاطمة إني لما أردت أن أملكك بعلي أمر الله شجر الجنان فحملت حليا و حللا و أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ منه صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة قالت أم سلمة فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبرئيل.

 

قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا و فيه مناقب كثيرة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) منها أن الله عز و جل زوجه من السماء و كان هو وليه ومنها أن جبرئيل (عليه السلام) خطب لعقدة نكاحه. 
ومنها شهود الملائكة إملاكه ومنها تخصيصه بنثار شجر الجنة على عرسه و منها شهادة النبي (صلى الله عليه واله) له بالسيادة في الدنيا و الآخرة و منها أنه في الآخرة لمن الصالحين و مع الصالحين و هم الأنبياء و المرسلون و قد دعا الأنبياء و المرسلون بمثل ذلك كما قال الله تعالى {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19]

 

وروي أن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل على فاطمة (عليها السلام)  ليلة عرسها بقدح من لبن فقال اشربي هذا فداك أبوك ثم قال لعلي (عليه السلام) اشرب فداك ابن عمك.

وروي أنه لما زفت فاطمة إلى علي (عليه السلام) نزل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و هم سبعون ألف ملك و قدمت بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) الدلدل و عليها فاطمة (عليها السلام) مشتملة قال فأمسك جبرئيل باللجام و أمسك إسرافيل بالركاب و أمسك ميكائيل بالثفر و رسول الله (صلى الله عليه واله) يسوي عليها الثياب فكبر جبرئيل و كبر إسرافيل و كبر ميكائيل و كبرت الملائكة و جرت السنة بالتكبير في الزفاف إلى يوم القيامة و عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليه السلام) أن أبا بكر أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا رسول الله زوجني فاطمة فأعرض عنه فأتاه عمر فقال مثل ذلك فأعرض عنه فأتيا عبد الرحمن بن عوف فقالا أنت أكثر قريش مالا فلو أتيت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فخطبت إليه فاطمة زادك الله مالا إلى مالك وشرفا إلى شرفك فأتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال له ذلك فأعرض عنه فأتاهما فقال قد نزل بي مثل الذي نزل بكما فأتيا علي بن أبي طالب و هو يسقي نخلا فقالا قد عرفنا قرابتك من رسول الله و قدمتك في الإسلام فلو أتيت رسول الله (صلى الله عليه واله) فخطبت إليه فاطمة لزادك الله فضلا إلى فضلك وشرفا إلى شرفك فقال لقد نبهتماني فانطلق فتوضأ ثم اغتسل ولبس كساء قطريا و صلى ركعتين ثم أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا رسول الله زوجني فاطمة قال (صلى الله عليه واله) إذا زوجتكها فما تصدقها قال أصدقها سيفي و فرسي و درعي و ناضحي قال أما ناضحك وسيفك و فرسك فلا غناء بك عنهما تقاتل المشركين و أما درعك فشأنك بها فانطلق علي و باع درعه بأربعمائة و ثمانين درهما قطرية فصبها بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) فلم يسأله عن عددها و لا هو أخبره فأخذ منها رسول الله (صلى الله عليه واله) قبضة فدفعها إلى المقداد بن الأسود فقال ابتع من هذا ما تجهز به فاطمة و أكثر لها من الطيب فانطلق المقداد فاشترى لها رحى و قربة و وسادة من أدم و حصيرا قطريا فجاء به فوضعه بين يدي النبي (صلى الله عليه واله) وأسماء بنت عميس معه فقالت يا رسول الله خطب إليك ذوو الأسنان و الأموال من قريش و لم تزوجها فزوجتها هذا الغلام فقال يا أسماء أما إنك ستزوجين بهذا الغلام و تلدين له غلاما هذا مع ما روي أنها كانت بالحبشة غريب فإنها تزوجت بأمير المؤمنين (عليه السلام) و ولدت منه كما ذكر (صلى الله عليه واله) فلما كان الليل قال لسلمان ائتني ببغلتي الشهباء فأتاه بها فحمل عليها فاطمة (عليها السلام) فكان سلمان يقودها و رسول الله (صلى الله عليه واله) يقوم بها فبينا هو كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره فالتفت فإذا جبرئيل و ميكائيل وإسرافيل في جمع كثير من الملائكة (عليهم السلام) فقال يا جبرئيل ما أنزلكم قال نزلنا نزف فاطمة (عليها السلام) إلى زوجها فكبر جبرئيل ثم كبر ميكائيل ثم كبر إسرافيل ثم كبرت الملائكة ثم كبر النبي (صلى الله عليه واله) ثم كبر سلمان الفارسي فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة فجاء بها فأدخلها على علي (عليه السلام) فأجلسها إلى جنبه على الحصير القطري ثم قال يا علي هذه بنتي فمن أكرمها فقد أكرمني و من أهانها فقد أهانني ثم قال اللهم بارك لهما وعليهما و اجعل منهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ثم وثب فتعلقت به و بكت فقال لها ما يبكيك فلقد زوجتك أعظمهم حلما و أكثرهم علما.

وعن ابن عباس و قد كتبته قبل هذا و لكن اختلفت الروايات فحسن عندي إثباته و كتب الحديث لا تعرى من التكرار لاختلاف الطرق و الروايات و كلما كثرت رواتها و تشعبت طرقها كان أدل على صحتها و توفر الدواعي على قبولها.

قال كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) تذكر فلا يذكرها أحد لرسول الله (صلى الله عليه واله) إلا أعرض عنه فقال سعد بن معاذ الأنصاري لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إني و الله ما أرى النبي (صلى الله عليه واله) يريد بها غيرك فقال علي أترى ذلك؟ و ما أنا بواحد من الرجلين ما أنا بذي دنيا يلتمس ما عندي لقد علم ص أنه ما لي حمراء و لا بيضاء فقال سعد لتفرجنها عني أعزم عليك لتفعلن قال فقال له علي فأقول ما ذا قال تقول له جئتك خاطبا إلى الله تعالى و إلى رسوله فاطمة بنت محمد فإن لي في ذلك فرحا فانطلق علي حتى تعرض لرسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) كأن لك حاجة فقال أجل فقال هات قال جئتك خاطبا إلى الله و إلى رسوله فاطمة بنت محمد فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) مرحبا و حبا و لم يزده على ذلك ثم تفرقا فلقي عليا سعد بن معاذ فقال له سعد ما صنعت قال قد فعلت الذي كلفتني فما زاد على أن رحب بي فقال له سعد ما أرفعه و أبركه لقد أنكحك و الذي بعثه بالحق إن النبي (صلى الله عليه واله) لا يخلف و لا يكذب أعزم عليك لتلقينه غدا و لتقولن له يا رسول الله متى تبين لي فقال له هذه أشد علي من الأولى أو لا أقول حاجتي فقال له لا فانطلق حتى لقي رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له يا رسول الله متى تبين لي فقال الليلة إن شاء الله تعالى ثم انصرف فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) بلالا فقال إني قد زوجت فاطمة ابنتي بابن عمي و أنا أحب أن يكون من أخلاق أمتي الطعام عند النكاح اذهب يا بلال إلى الغنم و خذ شاة و خمسة أمداد شعيرا و اجعل لي قصعة فلعلي أجمع عليها المهاجرين و الأنصار قال ففعل ذلك و أتاه بها حين فرغ فوضعها بين يديه قال فطعن في أعلاها ثم تفل فيها و برك ثم قال يا بلال ادع الناس إلى المسجد و لا تفارق رفقة إلى غيرها فجعلوا يردون عليه رفقة رفقة كلما وردت رفقة نهضت أخرى حتى تتابعوا ثم كفت و فضل منها فتفل عليه و برك ثم قال يا بلال احملها إلى أمهاتك فقل لهن كلن و أطعمن من غشيكن ففعل ذلك بلال ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل على النساء فقال لهن إني قد زوجت ابنتي لابن عمي و قد علمتن منزلتها مني و إني دافعها إليه ألا فدونكن ابنتكن فقمن إلى الفتاة فعلقن عليها من حليهن و طيبنها و جعلن في بيتها فراشا حشوه ليف و وسادة و كساء خيبريا و مخضبا و هو المركن و اتخذت أم أيمن بوابة ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) جاء فهتف بفاطمة و هي في بعض البيوت فأقبلت فلما رأت زوجها مع رسول الله (صلى الله عليه واله) حصرت و بكت فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) ادني مني فدنت منه فأخذ بيدها و يد علي فلما أراد أن يجعل كفها في كف علي حصرت و دمعت عيناها فرفع رسول الله رأسه إلى علي و أشفق أن يكون بكاؤها من أجل أنه ليس له شيء فقال لها ما ألوتك من نفسي و لقد أصبت بك القدر و زوجتك خير أهلي و ايم الله لقد زوجتك سيدا في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين قال فلان منها و أمكنته من كفها فقال لهما اذهبا إلى بيتكما بارك الله لكما و أصلح بالكما فلا تهيجا شيئا حتى آتيكما فأقبلا حتى جلسا (عليه السلام) مجلسهما و عندهما أمهات المؤمنين و بينهن و بين علي حجاب و فاطمة مع النساء ثم أقبل النبي (عليه السلام) حتى دق الباب فقالت أم أيمن من هذا فقال أنا رسول الله ففتحت له الباب و هي تقول بأبي أنت و أمي فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) أثم أخي يا أم أيمن فقلت له و من أخوك فقال علي بن أبي طالب فقالت يا رسول الله هو أخوك و زوجته ابنتك فقال نعم فقالت إنما نعرف الحلال و الحرام بك فدخل و خرج النساء مسرعات و بقيت أسماء بنت عميس فلما بصرت برسول الله (صلى الله عليه واله) مقبلا تهيأت للخروج فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) على رسلك من أنت فقالت أنا أسماء بنت عميس بأبي أنت و أمي إن الفتاة ليلة بنائها لا غنى بها عن امرأة إن حدث لها حاجة أفضت بها إليها فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) ما أخرجك إلا ذلك فقالت إي و الذي بعثك بالحق ما أكذب و الروح الأمين يأتيك فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) فأسأل إلهي أن يحرسك من فوقك و من تحتك و من بين يديك و من خلفك و عن يمينك و عن شمالك من الشيطان الرجيم ناوليني المخضب و املئيه ماء قال فنهضت أسماء فملأت المخضب ماء و أتته به ماء ثم مجه فيه ثم قال اللهم إنهما مني و أنا منهما اللهم كما أذهبت عني الرجس و طهرتني تطهيرا فأذهب عنهما الرجس و طهرهما تطهيرا ثم دعا فاطمة فقامت إليه وعليها النقبة و إزارها فضرب كفا من ماء بين يديها و بأخرى على عاتقها و بأخرى على هامتها ثم نضح جلدها و جيده ثم التزمها و قال اللهم إنهما مني و أنا منهما اللهم فكما أذهبت عني الرجس و طهرتني تطهيرا فطهرهما ثم أمرها أن تشرب بقية الماء و تمضمض و تستنشق و تتوضأ ثم دعا بمخضب آخر فصنع به كما صنع بالأول و دعا عليا فصنع به كما صنع بصاحبته و دعا له كما دعا لها ثم أغلق عليهما الباب و انطلق فزعم عبد الله بن عباس عن أسماء بنت عميس أنه لم يزل يدعو لهما خاصة حتى توارى في حجرته ما شرك معهما في دعائه أحدا .

قال محمد بن يوسف الكنجي هكذا رواه ابن بطة العكبري الحافظ و هو حسن عال و ذكر أسماء بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح لأن أسماء هذه امرأة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) و تزوجها بعده أبو بكر فولدت له محمدا و ذلك بذي الحليفة فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى مكة في حجة الوداع فلما مات أبو بكر تزوجها علي بن أبي طالب (عليه السلام) فولدت له و ما أرى نسبتها في هذا الحديث إلا غلطا وقع من بعض الرواة لأن أسماء التي حضرت في عرس فاطمة (عليها السلام) إنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري و أسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب بالحبشة هاجر بهما الهجرة الثانية و قدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع.

وقال النبي (صلى الله عليه واله) ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.

وكان زواج فاطمة (عليها السلام) بعد وقعة بدر بأيام يسيرة فصح بهذا أن أسماء المذكورة في هذا الحديث إنما هي أسماء بنت يزيد و لها أحاديث عن النبي (صلى الله عليه واله) روى عنها شهر بن حوشب و غيره من التابعين حقق ذلك محمد بن يوسف الكنجي في الوجهة قبل هذا.

وروى الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أخضر الجنابذي قال لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي (عليه السلام) قال له رسول الله (صلى الله عليه واله) لا تحدث شيئا حتى آتيك فلم يلبث رسول الله (صلى الله عليه واله) أن اتبعهما فقام على الباب فاستأذن فدخل فإذا علي منتبذ منها فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) إني قد علمت أنك تهاب الله ورسوله فدعا بماء فتمضمض به ثم أعاده في الإناء ثم نضح به صدرها و صدره

قال وروي أن عليا (عليه السلام) قال لما أردت أن أخطب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)  ابنته فقلت و الله ما عندي من شيء ثم ذكرت وصلته فخطبتها إليه فقال لي عندك شيء فقلت لا قال أين درعك الحطمية التي أعطيتكها يوم بدر قال قلت هي عندي فزوجني عليها و قال لا تحدثن شيئا حتى آتيكما قال فجاء النبي (صلى الله عليه واله) و نحن نيام فقال مكانكما فقعد بيننا فدعا بماء فرشه علينا قال فقلت يا رسول الله أنا أحب إليك أم هي قال هي أحب إلي منك و أنت أعز علي منها.

وروى النجاد في أماليه أن النبي (صلى الله عليه واله) دخل على فاطمة بعد ما بنى بها بأيام فصنعت كما تصنع الجارية إذا رأت بعض أهلها فبكت فقال لها ما يبكيك يا بنية لقد زوجتك خير من أعلم.

قال علي بن عيسى بن أبي الفتح عفا الله عنه قد ثبت لعلي (عليه السلام) .. من المزايا ما بذ به الأمثال و تقرر له من شرف السجايا ما فات به الأصحاب و الآل و ظهر له من علو الشأن ما توحد به و تفرد و عرف له من سمو المكان ما ثبت به فضله و توطد و صرح النبي ص بما يجب له على الأمة بما هو أشهر من النهار و كنى و عرض و أشار فما قبلوا ما أشار فقامت حجته (عليه السلام) بالدليل و دحض الله بما شاع من شرفه ما اختلق من الأباطيل و شهد بفضله النبي فحكم به حاكم التنزيل و أتم الله شرفه بفاطمة (عليها السلام) و ناهيك بهذا التمام و نظمت عقود فضائله فازدان العقد بالنظام فإنها العقيلة الكريمة و الدرة اليتيمة و الموهبة العظيمة و المنحة الجسيمة و العطية السنية و السيدة السرية و البضعة النبوية و الشمس المنيرة المضيئة و البتول الطاهرية المحمدية سيدة النساء المخصوصة بالثناء و السناء المؤيدة بعناية رب السماء أم أبيها (صلى الله عليه و عليها وعلى بعلها و بنيها) فإنها زادته شرفا إلى شرفه القديم و كسته حلة مجد أوجبت له مزية التقديم و رفعت له منار سؤدد ظاهر الترحيب و التعظيم و كانت هذه الكريمة صالحة لذلك الكريم.

أتاه المجد من هنا و هنا                و كان له بمجتمع السيول

واتصل بها رسول الله (صلى الله عليه واله) من جهة تزيد على اتصاله و اختص بسببها به اختصاصا رفعه على أصحابه و آله فلهذا جعل نفسه نفسه و نساءه نساءه و أبناءه أبناءه حين قدم النجرانيون لمباهلته و جداله و كفاك بها مناقب سمت على النجوم الظاهرة و مراتب يغبطها أهل الدنيا و الآخرة لا يدفعها إلا من يدفع الحق بعد ظهوره و لا ينكرها إلا من ادعى أن الليل يغلب النهار بنوره و سيظهر لك أيدك الله عند ذكرها ما تعرف به حقيقة أمرها و تستدل به على شرف قدرها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء