المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8826 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


يقينه وزهده وتواضعه (عليه السلام)  
  
3490   10:17 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص330-341.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019 2485
التاريخ: 1-5-2016 2809
التاريخ: 30-01-2015 3215
التاريخ: 2-5-2016 3171

اعلم أن أنواع العبادة كثيرة و هي متوقفة على قوة اليقين بالله تعالى وما عنده وما أعده لأوليائه في دار الجزاء و على شدة الخوف من الله تعالى و أليم عقابه نعوذ بالله منه.

وعلي (عليه السلام) القائل لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.

فشدة يقينه دالة على قوة دينه و رجاحة موازينه و قد تظاهرت الروايات أنه لم يكن نوع من أنواع العبادة و الزهد و الورع إلا و حظه منه وافر الأقسام و نصيبه منه تام بل زائد على التمام وما اجتمع الأصحاب على خير إلا كانت له رتبة الأمام و لا ارتقوا قبة مجد إلا و له ذروة الغارب و قلة السنام و لا احتكموا في قصة شرف إلا و ألقوا إليه أزمة الأحكام.

وروى الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته أن النبي (صلى الله عليه واله) قال يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها هي زينه الأبرار عند الله تعالى الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا و لا ترزأ منك الدنيا شيئا.

وقد أورده صاحب كفاية الطالب أبسط من هذا قال سمعت أبا مريم السلولى يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها الزهد في الدنيا و جعلك لا تنال من الدنيا شيئا و لا تنال الدنيا منك شيئا ووهب لك حب المساكين فرضوا بك إماما و رضيت بهم أتباعا فطوبى لمن أحبك و صدق فيك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك فأما الذين أحبوك و صدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك و أما الذين أبغضوك و كذبوا عليك فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة.

وذكره ابن مردويه في مناقبه .

فقد ثبت لعلي الزهد في الدنيا بشهادة النبي (صلى الله عليه واله) له بذلك ولا يصح الزهد في الشيء إلا بعد معرفته و العلم به وعلي (عليه السلام) عرف الدنيا بعينها و تبرجت له فلم يحفل بزينتها لشينها و تحقق زوالها فعاف وصالها و تبين انتقالها فصرم حبالها و استبان قبح عواقبها و كدر مشاربها فألقى حبلها على غاربها و تركها لطالبها و تيقن بؤسها و ضررها فطلقها ثلاثا وهجرها و عصاها إذ أمرته فعصته إذ أمرها وعلمت أنه ليس من رجالها ولا من ذوي الرغبة في جاهها و مالها ولا ممن تقوده في حبالها و تورده موارد وبالها فصاحبته هدنة على دخن و ابتلته بأنواع المحن و جرت في معاداته على سنن و غالته بعده في ابنيه الحسين و الحسن و هو (عليه السلام) لا يزداد على شدة اللأواء إلا صبرا و على تظاهر الأعداء إلا حمدا لله و شكرا مستمرا في ذات الله شديدا على أعداء الله و أوفى بأولياء الله شاكرا لآلاء الله مستمرا على طريقة لا يغيرها جاريا على وتيرة لا يبدلها آخذا بسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يحول عنها مقتفيا لآثاره لا يفارقها واطيا لعقبه (صلى الله عليه واله) لا يجاوزها حتى نقله الله إلى جواره و اختار له دارا خيرا من داره فمضى (صلى الله عليه واله) محمود الأثر مشكور الورد و الصدر مستبدلا بدار الصفا من دار الكدر قد لقي محمدا ص بوجه لم يشوهه التبديل و قلب لم تزدهه الأباطيل.

وقال علي (عليه السلام) يوما و قد أحدق به الناس أحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة و ليست بدار نجعة هانت على ربها فخلط شرها بخيرها و حلوها بمرها لم يصفها لأوليائه و لم يضن بها على أعدائه و هي دار ممر لا دار مستقر و الناس فيها رجلان رجل باع نفسه فأوبقها و رجل ابتاع نفسه فأعتقها إن اعذوذب منها جانب فجلا أمر منها جانب فأوبى أولها عناء و آخرها فناء من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن و من ساعاها فاتته و من قعد عنها أتته و من أبصرها بصرته و من أبصر إليها أعمته فالإنسان فيها غرض المنايا مع كل جرعة شرق و مع كل أكلة غصص لا ينال منها نعمة إلا بفراق أخرى.

وكلامه (عليه السلام) في الدنيا و صفتها و التنبيه على أحوالها و معرفتها و كثرة خدعها و مكرها و تنوع إفسادها و غرها و إيلامها بنيها و ضرها كثير جدا و هو موجود في تضاعيف الكتب و في نهج البلاغة فيستغنى بما هناك عن ذكرها هنا لئلا يخرج من غرض الكتاب و لما علمه من حال الدنيا رفضها و تركها و ترفع عنها و فركها و عاملها معاملة من لم يدركها حين أدركها و خاف على نفسه التورط في مهاويها فما انتهجها ولا سلكها و خشي أن تملكه بزخارفها فلم يحفل بها لما ملكها و احترز من آلامها و آثامها و خلص من أمراضها و أسقامها و عرفها تعريف خبير بحدها و رسمها و أنزلها على حكمه و لم ينزل على حكمها فصار زهده مسألة إجماع لا شك فيه ولا إنكار وورعه مما اشتهر في النواحي و الأقطار و عبادته و نزاهته مما أطبق عليه علماء الأمصار و هو الذي فرق بيت المال على مستحقيه و قال: هذا جناي و خياره فيه و كان يرشه و يصلي فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة.

قال هارون بن عنترة قال حدثني أبي قال دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخورنق و هو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قد جعل لك و لأهل بيتك في هذا المال ما يعم و أنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال و الله ما أرزأكم من أموالكم شيئا و إن هذه لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي من المدينة ما عندي غيرها السمل الخلق من الثياب يقال ثوب أسمال كما قالوا رمح أقصاد و القطيفة ما له خمل.

ومن هذا أن سودة بنت عمارة الهمدانية دخلت على معاوية بعد موت علي فجعل يؤنبها على تحريضها عليه أيام صفين و آل أمره إلى أن قال ما حاجتك قالت إن الله مسائلك عن أمرنا و ما افترض عليك من حقنا و لا يزال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك و يبطش بقوة سلطانك فيحصدنا حصيد السنبل و يدوسنا دوس الحرمل يسومنا الخسف و يذيقنا الحتف هذا بسر بن أرطاة قدم علينا فقتل رجالنا و أخذ أموالنا ولولا الطاعة لكان فينا عز و منعة فإن عزلته عنا شكرناك و إلا كفرناك فقال معاوية إياي تهددين بقومك يا سودة لقد هممت أن أحملك على قتب أشوس فأردك إليه فينفذ فيك حكمه فأطرقت سودة ساعة ثم قالت:

صلى الإله على روح تضمنها        قبر فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا       فصار بالحق و الإيمان مقرونا

فقال معاوية من هذا يا سودة قالت و الله هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا فجار علينا فصادفته قائما يصلي فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل علي برحمة ورفق و رأفة و تعطف و قال ألك حاجة قلت نعم فأخبرته الخبر فبكى ثم قال اللهم أنت الشاهد علي وعليهم و أني لم آمرهم بظلم خلقك و لا بترك حقك.

ثم أخرج قطعة جلد فكتب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [الأعراف: 85] فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام.

ثم دفع الرقعة إلي فو الله ما ختمها بطين ولا خذمها فجئت بالرقعة إلى صاحبه فانصرف عنا معزولا فقال معاوية اكتبوا لها كما تريد و اصرفوها إلى بلدها غير شاكية.

وكم له (عليه السلام) من الآثار و الأخبار و المناقب التي لا تستر أو يستر وجه النهار و السيرة التي هي عنوان السير و المفاخر التي يتعلم منها من فخر و المآثر التي تعجز من بقي كما أعجزت من غبر.

وخرج (عليه السلام) يوما و عليه إزار مرقوع فعوتب عليه فقال يخشع القلب بلبسه و يقتدي بي المؤمن إذا رآه علي.

واشترى (عليه السلام) يوما ثوبين غليظين فخير قنبرا فيهما فأخذ واحدا فلبس هو الآخر و رأى في كمه طولا عن أصابعه فقطعه.

وخرج يوما إلى السوق و معه سيفه ليبيعه فقال من يشترى مني هذا السيف فو الذي فلق الحبة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) و لو كان عندي ثمن إزار لما بعته.

وكان (عليه السلام) قد ولى على عكبرا رجلا من ثقيف قال : قال لي علي (عليه السلام) إذا صليت الظهر غدا فعد إلي فعدت إليه في الوقت المعين فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه فوجدته جالسا و عنده قدح و كوز ماء فدعا بوعاء مشدود مختوم فقلت في نفسي قد أمنني حتى يخرج إلي جوهرا فكسر الختم و حله فإذا فيه سويق فأخرج منه فصبه في القدح و صب عليه ماء فشرب و سقاني فلم أصبر فقلت له يا أمير المؤمنين أتصنع هذا في العراق و طعامه كما ترى في كثرته فقال أما و الله ما أختم عليه بخلا به و لكني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن ينقص فيوضع فيه من غيره و أنا أكره أن أدخل بطني إلا طيبا فلذلك أحترز عليه كما ترى فإياك و تناول ما لا تعلم حله .

ومن ذلك ما حكاه عنه مجاهد قال : قال لي علي جعت يوما بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها عليه كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها و بسط الراوي كفيه و جمعها فعدت لي ست عشرة تمرة فأتيت النبي (صلى الله عليه واله) فأخبرته فأكل معي منها.

الذنوب الدلو المليء ماء و مجلت يده تمجل مجلا إذا تنفطت من العمل ومجلت بالكسر مجلا و أمجل العمل يده.

فأعجب بهذه المكارم والأفعال والقضايا التي هي غرر في جبهات الأيام و الزهادة التي فاق بها جميع الأنام و الورع الذي حمله على ترك الحلال فضلا عن الحرام و العبادة التي أوصلته إلى مقام وقف دونه كل الأقوام.

مناقب لجت في علو كأنما                  تحاول نارا عند بعض الكواكب

محاسن من مجد متى يقرنوا بها          محاسن أقوام تعد كالمعايب

ولما ألزم نفسه الشريفة تحمل هذه المتاعب و قادها إلى أتباعه فانقادت انقياد الجنائب.

وملكها حتى صاحب منها أكرم عشير وخير مصاحب واستشارها ليختبرها فلم تنه إلا عن منكر ولا أمرت إلا بواجب صار له ذلك طبعا وسجية وانضم عليه ظاهرا ونية وأعمل فيه عزيمة كهمته قوية و استوى في السعي لبلوغ غاياته علانية و طوية فما تحرك حركته إلا بفكر و في تحصيل أجر و في تخليد ذكر لا لطلب فخر و إعلاء قدر بل لامتثال أمر و طاعة في سر و جهر فلذلك شكر الله سعيه حين سعى و عمه بألطافه العميمة و رعى و أجاب دعاءه لما دعا و جعل أذنه السميعة الواعية فسمع و وعى فأسأل الله بكرمه أن يحشرني و محبيه و إياه معا.

قال الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس قال إن علي بن أبي طالب كان يملك أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فأنزل الله سبحانه فيه {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274]

أنشدني بعض العلويين لبعض الأصحاب

عتبت على الدنيا و قلت إلى متى       *       أكابد عسرا ضره ليس ينجلي

أكل شريف من علي جدوده             *       حرام عليه الرزق غير محلل

فقالت نعم يا ابن الحسين رميتكم       *      بسهمي عنادا حين طلقني علي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






العتبة العباسية تختتم فعاليات حفل سنّ التكليف الشرعي المركزي لطالبات المدارس في كربلاء
العتبة العباسية تكرم المساهمين بنجاح حفل التكليف الشرعي للطالبات
ضمن فعاليات حفل التكليف الشرعي.. السيد الصافي يلتقط صورة جماعية مع الفتيات المكلفات
حفل الورود الفاطمية يشهد عرضًا مسرحيًّا حول أهمية التكليف