المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5816 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
نبذة عن تاريخ وانواع الحمام
2024-04-25
اغراض تربية الحمام
2024-04-25
طرق تربية الحمام
2024-04-25
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قادة جيوش الدولة العباسية  
  
7924   04:47 مساءً   التاريخ: 26-4-2018
المؤلف : سفـيان ياسـين إبراهيـم
الكتاب أو المصدر : سياسة تعيين ولاة الشام والجزيرة في العصر العباسي الأول (132-247هـ / 749-861 م)
الجزء والصفحة : ص70- 91
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / الدولة العباسية * /

العوامل القيادية في سياسة تعيين الولاة

تطلب وقوع بلاد الشام على ساحل البحر الأبيض ومجاورتها لإقليم الجزيرة وامتداد حدودها الشمالية مع الروم البيزنطيين، تعيين ولاة ذوي كفاءات عسكرية وإدارية ومؤهلات ذاتية قادرة على مواجهة الروم البيزنطيين في حالتي الدفاع والهجوم، فضلاً عن تصّديها لما يحصل من اضطرابات وثورات داخلية مختلفة في هذين الإقليمين.

ويُلحظ على الجدول ذو الرقم (2) (1) أن ولاة الشام والجزيرة توافرت فيهم العوامل القيادية والإدارية وعامل الولاء للخلافة العباسية وهم من بين أبرز القادة العسكريين في جيوش الخلافة من الذين أبلوا بلاءاً حسناً في الدفاع عن الخلافة وفي أحداثها الداخلية والخارجية في مختلف الفترات .

الجدول (2) ولاة العوامل القيادية

ت

الوالي

الإقليم وفترة الولاية

الملاحظات

  1.  

عبد الله بن محمد

الجزيرة (132-136هـ/749-774 م)

في خلافة أبي العباس

ورد ذكر الوالي في فصل العوامل الأسرية

  1.  

عبد الله بن علي

الشام

(132-137هـ/749-754 م)

في خلافة أبي العباس والمنصور

ورد ذكر الوالي في فصل العوامل الأسرية

  1.  

مقاتل بن حكيم

الجزيرة

(136-137هـ/753-754 م)

في خلافة أبي العباس والمنصور

ولي الجزيرة بالنيابة عن واليها أبي جعفر المنصور وإلى وفاة الخليفة أبي العباس إذ أقره فيما بعد الخليفة المنصور والياً على الجزيرة

  1.  

حُميد بن قحطبة

الجزيرة

(137-141هـ/754-758 م)

في خلافة المنصور

  1.  

الهيثم بن سعيد

الجزيرة

(158-159هـ/774-775 م)

في خلافة المنصور والمهدي

  1.  

منصور بن زياد

الجزيرة

(169-170هـ/785-786 م)

في خلافة المهدي والهادي

  1.  

أبو هريرة محمد بن فروخ

الجزيرة

(170-171هـ/786-787 م)

في خلافة الهادي والرشيد

  1.  

أبو حنيفة حرب بن قيس

الجزيرة

(173-183هـ/789-799 م)

في خلافة الرشيد

  1.  

خزيمة بن خازم

الجزيرة

(193-198هـ/808-813 م)

في خلافة الأمين

  1.  

طاهر بن الحسين

الشام والجزيرة

(198-205هـ/813-820 م)

في خلافة المأمون والمعتصم

  1.  

يحيى بن معاذ

الجزيرة

(205-206هـ/820-821 م)

في خلافة المأمون ولي دمشق للفترة
(191-193هـ/806-808 م)

  1.  

عبد الله بن طاهر

الشام (205-213هـ/820-828 م)

الجزيرة
(207-213هـ/822-828م)

في خلافة المأمون

  1.  

أبو جعفر اشناس التركي

الجزيرة  (218-230هـ/813-845م)

الشام (223-226هـ/837-840م)

في خلافة المعتصم

  1.  

رجاء بن أيوب

الشام

(226-232هـ/840-846 م)

في خلافة المعتصم والواثق

 

وسوف نتطرق إلى هؤلاء على الشكل الآتي :

(1) عبد الله بن محمد ، ولي الجزيرة (2)

أرسل الخليفة أبو العباس أخاه أبا جعفر عبد الله بن محمد قائداً للجيش العباسي في سنة (132هـ/749 م) بدلاً من القائد الحسن بن قحطبة وذلك لقتال يزيد بن هبيرة في واسط (آخرُ والٍ أموي) ، وكتب الخليفة أبو العباس للقائد الحسن بن قحطبة " ان العسكر عسكرك والقواد قوادك وإنما أنفذت أخي مواسياً لك بنفسه ". حاصر أبو جعفر مدينة واسط إلى جانب الحسن بن قحطبة الطائي (3) وتم لهما دخول المدينة وذلك في سنة (132هـ/749 م) (4) ثم أوعز إلى الهيثم بن زياد الخزاعي بولاية واسط (5) .

في سنة (133هـ/750 م) ثار إسحاق بن سلم بالجزيرة ضد الخلافة العباسية وكان قد أتى من أرمينية بعد أن خرج إليها من الجزيرة ، وحاصر والي الجزيرة بالنيابة عن أبي جعفر، موسى بن كعب (132-133هـ/749-750 م) في حران فوجه الخليفة أبو العباس أخاه أبا جعفر إلى حران ، ولما علم إسحاق بن سلم بقدومه انسحب إلى مدينة الرها (6) ، ثم وجه أخاه بكار بن سلم إلى ديار ربيعة ثم تبعه أبو جعفر ومن معه من المقاتلين إلى ديار ربيعة فقاتله قتالاً شديداً انتهى بهزيمة أنصار بكار (7) ومن ثم هروبه إلى أخيه إسحاق في الرها وبقى فيها وترك إسحاق الرها وذهب إلى سيمساط ثم وجه الخليفة أبو العباس عمه عبد الله بن محمد إلى إسحاق في سيمساط وأقبل أبو جعفر من الرها وحاصـره إلى أن طلب إسحاق الصلح والأمان بعد أن سمع بمقتل الخليفة مروان بن محمد (8) .

(2) عبد الله بن علي ، ولي الشام(9)

لقد أرسل الخليفة أبو العباس عمه عبد الله بن علي قائداً للجيش العباسي لمحاربة جيش الخليفة مروان بن محمد إلى جانب جيش القائد أبي عون عبد الملك بن يزيد الازدي إذ التقيا مع جيش الخلافة الأموية في تل كشاف قرب نهر الزاب الكبير وقد حفروا الخنادق استعداداً لمواجهة جيش الخليفة مروان بن محمد ، وفي هذه الأثناء أمر الخليفة الأموي مروان بن محمد ابنه عبد الله ببدء القتال مع عبد الله بن علي (10) كما وجه عبد الله بن علي أحد قادته واسمه المخارق في أربعة آلاف مقاتل نحو عبد الله بن مروان وقد انتصر عبد الله بن مروان على المخارق في هذا اللقاء (11)

التقى الخليفة مروان بن محمد بعبد الله بن علي فهزمه عبد الله وأقام في معسكر الخليفة مروان، وتراجع الخليفة مروان بن محمد إلى الموصل منهزماً فمنعه واليها الأموي هشام بن عمرو (128-132هـ/745-749 م) من دخولها ثم مضى الخليفة مروان إلى نصيبين .

وفي هذه الأثناء توجه عبد الله بن علي إلى الموصل فاستقبله واليها هشام بن عمرو وكذلك أهل الموصل فدخلها عبد الله بن علي الذي أرسل إلى الخليفة أبي العباس خبر هزيمة الخليفة مروان بن محمد (12) وعُين على الموصل محمد بن صول (132-133هـ/749-750 م) (13) ، ثم سار عبد الله بن علي إلى حران ثم إلى منبج ومنها إلى حلب فلم يزل كذلك حتى وصل دمشق فحاصرها من جهة الباب الشرقي وبقية القادة على بقية أبوابها الأخرى ، فحصل قتال داخل المدينة المحاصرة بين مجموعتين من الأهالي ، الأولى تؤيد الخلافة العباسية والثانية مع الأمويين فكانت الغلبة لأنصار الخلافة العباسية الذين وثبوا على والي المدينة الأموي الوليد بن معاوية فقتلوه ثم فتحت المدينة أبوابها كلها لدخول عبد الله بن علي وجيشه تلى ذلك مبايعة أهل جند الأردن للخلافة العباسية وذهاب عبد الله بن علي وجيشه إلى فلسطين إذ جاءه أمر الخليفة بتكليف صالح بن علي في مطاردة الخليفة مروان بن محمد وأتباعه والقضاء عليهم (14) . وفي سنة (132هـ/749 م) تصدى عبد الله بن علي لثورة أبي محمد السفياني (زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية)، وقتل عدد من رؤساء القبائل اليمانية التي أيدت ثورة السفياني، ثم قال لتلك القبائل: " إنكم وإخوتكم من ربيعة كنتم بخراسان شيعتنا وأنصارنا، … وأنتم منا وبكم قوام إمرنا فانصرفوا وخلوا بيننا وبين مُضراً ". فانفسخ القوم عن حربه، فلما رأت القبائل المُضرية ذلك رحلت عن دمشق إلى حبيب بن مُرّة المُزني (15) ، ثم عاد عبد الله بن علي إلى دمشق فأقام بها خمسة عشر يوماً ثم سار إلى ابن مرّة فهزمه ، وعلى مقدمة جيشه القائد عثمان بن عبد الأعلى بن سُراقة في أربعة آلاف مقاتل وهو من اليمانيين (16) .

في سنة (133هـ/750 م) ثار أبو الورد مجزأه بن الكوثر الكلابي في قنسرين وكان والي الشام عبد الله بن علي منهمكاً بقتال حبيب بن مرّة المُزّني بالبلقاء فلما بلغ عبد الله ثورة أبي الورد عقد الصلح مع حبيب بن مرّة وسار نحو قنسرين للقاء أبي الورد وفي الوقت نفسه ثار أهل دمشق أيضاً ضد عبد الله بن علي، التقى عبد الله بن علي مع أبي الورد ودار بينهما قتال طويل انتهى بانتصار عبد الله بن علي ، الذي عاد إلى دمشق إذ بايعه أهلها دون قتال (17) . وفي سنة (136هـ/753 م) قدم عبد الله بن علي على الخليفة أبي العباس فعقد له على الصائفة، وكان جيشه من أهالي خراسان والشام والجزيرة والموصل وخرج حتى وصل دلوك (18) ، إذ أتاه خبر وفاة الخليفة أبي العباس بالأنبار (19) .

(3) مقاتل بن حكيم بن عبد الرحمن العكي ، ولي والجزيرة للفترة (136 -137هـ/754-754 م) .

مقاتل من قبيلة (عَكّ) وهي قبيلة يقال لها عكّ بن عدنان أخو معد بن عدنان حالفوا القبائل اليمانية وهم على نسبهم (20)، انضم مقاتل بن حكيم إلى الثورة العباسية في سنة (129هـ/746 م) والتي بدأت تتسع وتظهر على نحو واضح في تلك الفترة تحت شعار (يا محمد يا منصور) (21) . وبعد أن سيطر أنصار الدعوة العباسية على إقليم خراسان أقدم أبو مسلم بإلحاق مقاتل بن حكيم مع قادة آخرين إلى جيش قحطبة بن شبيب الطائي ، إذ أسهم مقاتل بن حكيم في معارك قحطبة بن شبيب في خراسان والعراق (22) .

وجه قحطبة بن شبيب في سنة (130 هـ/747 م) مقاتل بن حكيم في ألف مقاتل ومعه خالد بن يحيى البرمكي في ألف مقاتل أيضاً لقتال تميم بن نصر (23) والنابي بن سويد (24) ودعماً لجيش قحطبة الذي توجه لقتالهما بقيادة أسيد بن عبد الله الخزاعي ولكن تميم بن نصر والنابي بن سويد هزما الجيش الذي أرسله قحطبة ، مما جعله يتوجه بنفسه لقتالهما ، قد جعل على ميمنة الجيش مقاتل بن حكيم وأبي عون عبد الملك بن يزيد وخالد بن يحيى البرمكي ودار القتال بين الجيشين حتى قُتل تميم وهرب النابي وتم اللحاق به وقتله وبعد ذلك توجه مقاتل بن حكيم على مقدمة جيش قحطبة بن شبيب إلى نيسابور (25) .

في سنة (130 هـ/747 م) دخل الجيش العباسي بقيادة قحطبة بن شبيب الطائي جرجان وكان على ميسرة الجيش مقاتل بن حكيم وقُتل حينها والي جرجان الأموي نباتة بن حنظلة (26). وفي السنة التي تلتها أرسل قحطبة بن شبيب إلى اصبهان مقاتل بن حكيم مع مجموعة من القادة لمواجهة عامر بن ضبارة (27) في اصبهان وقد التحق قحطبة بن شبيب بمقاتل بن حكيم في مدينة قُم (28) بعد أن وصلها مقاتل بن حكيم وأخذ يراسل قحطبة بن شبيب يخبره بتحركات عامر بن ضبارة (29). كما وجه الحسن بن قحطبة في سنة (132 هـ/749 م) بالعديد من القادة إلى يزيد بن هبيرة في واسط إذ ضمهم إليه ومن بين هؤلاء القادة مقاتل بن حكيم (30). وعندما كان أبو جعفر المنصور والياً على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان وفي سنة (136هـ/753 م) استخلف على هذه الأقاليم نائباً عنه مقاتل بن حكيم. ويُستدل من هذا أن مقاتل بن حكيم تولى كل ما تولاه أبو جعفر في الجزيرة وأرمينية وأذربيجان (31) .

وعندما ثار على أبي العباس، وعلى والي الجزيرة أبي جعفر عدد من الخوارج وأميرهم بكر بن حميد الشيباني وجه أبو جعفر إليهم القائد محقن بن غزوان لكنه فشل في الانتصار عليهم فأتى مدينة راس عين وبلغ ذلك أبو جعفر، فوجه إليهم مقاتل بن حكيم والتحق به أبو جعفر من كفر توثا إلى عدد من قرى دارا فالتقوا هناك وانهزمت الخوارج واعتصم بكر بجبل دارا فتوجه إليه مقاتل بن حكيم فقتله (32) .

ولمّا ثار عبد الله بن علي ضد الخليفة أبي جعفر المنصور طلب أن يبايعه والي الجزيرة مقاتل بن حكيم وكان تولاها بالنيابة عن واليها أبي جعفر المنصور قبل وفاة الخليفة أبي العباس ، وبعد وفاته أقره الخليفة المنصور على الجزيرة إلى أن عُزل عنها سنة (137هـ/754 م) ، بعد أن رفض مقاتل بن حكيم الوقوف إلى جانب عبد الله حاصره عبد الله أربعين ليلة وأعطاه الأمان بعد سماعه بمجيء أبي مسلم لقتاله ثم أرسل عبد الله بن علي بمقاتل بن حكيم وابنيه إلى عثمان بن عبد الأعلى بن سُراقة وكان والياً على الرّقة فلما وصلوا إلى عثمان قُتل مقاتل بن حكيم وسُجن ابناه ثم قتلا بعد ذلك في سنة (137هـ/754 م) (33) .

 (4)  حُميد بن قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي (34)، ولي الجزيرة للفترة من (137-141هـ/754-758 م).

حُميد بن قحطبة أحد الدعاة السبعين في الدعوة العباسية (35)، وكان قائداً على أحد الجيوش التي أرسلها أبو مسلم الخراساني لقحطبة بن شبيب يضم جيشه خمسة عشر ألف مقاتل تحت قيادة ثمانية عشر قائداً منهم حُميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف مقاتل وأراد قحطبة بن شبيب أن يعين ابنه حميد على مقدمة الجيش وليس الحسن بن قحطبة لكن قحطبة لم يقبل بذلك لمكانة الحسن القيادية (36) . عندما دخل الحسن بن قحطبة الكوفة سنة (132هـ/749 م) وجه أخاه حُميد بن قحطبة إلى المدائن (37) ومنها وجه القائد مالك بن صرّاف في خمسة آلاف مقاتل إلى هيت فكان يكتب إلى حُميد بأخبار الجزيرة وما يأتيه عن الخليفة مروان بن محمد (38) .

أرسل القائد أبو عون بكتاب إلى أبي سلمة الخلال يخبره بتقدم الخليفة مروان بن محمد نحو نهر الزاب الكبير، وكتب أبو سلمة بدوره إلى حُميد بن قحطبة أن يوجه من قبله القائد كلثوم بن شبيب الازدي والقائد المخارق بن غفار والقائد ذويب بن الأشعث مع المقاتلين التابعين لهم إلى أبي عون (39).

اشترك حُميد بن قحطبة قائداً في الجيش العباسي المحاصر لدمشق سنة (132هـ/749م) إلى أن تم دخولها (40) . كما شارك حُميد بن قحطبة إلى جانب عبد الله بن علي وعبد الصمد بن علي في محاربة أبي محمد السفياني الذي بايعه أهل قنسرين بعد أن ثار أبو الورد فيها على الخلافة العباسية وكان أبو الورد على ميمنة جيش أبي محمد الذي اصطدم مع جيش عبد الله بن علي ومعه حُميد بن قحطبة وعبد الصمد بن علي وتم القضاء على ثورة أبي محمد السفياني وخرج أبو الورد فمات ، وكان حُميد بن قحطبة قد قدّم من الأردن (41) .

كان حُميد بن قحطبة قائداً في جيش عبد الله بن علي وكانا متجهين لقتال الروم البيزنطيين ولما وصلا دلوك تلقيا خبر وفاة الخليفة أبي العباس وتولى المنصور الخلافة (42) عندئذٍ أعلن عبد الله بن علي ثورته على المنصور مطالباً بالخلافة لنفسه وبايعه على ذلك حُميد بن قحطبة (43) ولكن حُميداً فارق عبد الله إذ أرسله عبد الله ومعه كتاب إلى حلب وعليها والياً زُفر بن عاصم (132-137هـ/749-754 م) وفي الكتاب " إذا قدم عليك حُميد بن قحطبة فأضرب عنقه". ولكن حُميداً اكتشف ذلك إذ فكر فيما يمكن ان يحويه هذا الكتاب وقال : " إنّ ذهابي بكتاب ولا علم ما فيه لغَررَ [ لخطر]…" ففتـح الكتاب وقرأ ما فيه ، بعد ذلك ذهب مع مجموعة من أصحابه إلى الرّصافة رصافة هشام بالشام (44) . على الرغم من مبايعه حُميد لعبد الله بن علي فمن المحتمل أن عبد الله بن علي اتخذ هذا الموقف لعدم ثقته به شأنه شأن القادة الآخرين الخراسانيين الذين قتلهم لاحقاً كما أشرنا مسبقاً .

بعد القضاء على ثورة عبد الله بن علي ولى الخليفة أبو جعفر المنصور، حُميد بن قحطبة الجزيرة الفراتية وذلك سنة (137هـ/754 م) (45) وفي هذه السنة كانت ثورة الخارجي ملبّد بن حرمله الشيباني بالجزيرة وتغلبه على العديد من الحملات التي وجهتها الخلافة للقضاء على حركته ومن بينها حملة حُميد بن قحطبة التي لم تتمكن من التغلب عليه (46) .

في سنة (142هـ/759 م) عُين حُميد بن قحطبة والياً على مصر وعزل عنها في السـنة التي تلتها (47) ، وفي سنة (145هـ/762 م) وجه الخليفة أبو جعفر المنصـور ، حُميد بن قحطبة وعيسى بن موسى لمحاربة محمد بن عبد الله العلوي الذي أعلن ثورته في المدينة المنورة فقاتله حُميد وعيسى وانتصرا عليه وكان جيشهما يضم أربعة آلاف مقاتل ثم عادا بجيشهما إلى الكوفة (48) .

عندما سمع إبراهيم بن عبد الله بمقتل أخيه بالمدينة المنورة أعلن ثورته بالبصرة وتحرك مع أنصاره باتجاه الكوفة، وأرسل إليه أبو جعفر، عيسى بن موسى وكان بمعيته حُميد بن قحطبة وكان في مقدمة الجيش العباسي فالتقيا بإبراهيم في بَاَخمرى (49) قرب الكوفة ودار القتال هناك (50) ، ثم تراجع حُميد بن قحطبة مع مجموعة من أصحابه ، فقال له عيسى بن موسى : " يا حُميد الله الله والطاعة ! فقال [حُميد بن قحطبة] : لا طاعة في الهزيمة "(51). ولكن حُميد بن قحطبة ندم وعاد لساحة القتال وبذلك اسهم في القضاء على ابراهيم بن محمد (52).

وفي سنة (148هـ/765 م) وجه الخليفة المنصور القائد حُميد بن قحطبة إلى أرمينية لحرب الترك الذين أغاروا على مدينة تفليس قصبة إقليم أرمينية توجه حميد إليهم ولم يقاتلهم إذ وجدهم قد رحلوا عن أرمينية (53) . وفي سنة (159هـ/775 م) توفي حُميد بن قحطبة في خراسان وهو والٍ عليها (54) .

(5) الهيثم بن سعيد (55)، ولي الجزيرة للفترة من (158-159 هـ/774-775 م) .

عينه الخليفة أبو جعفر المنصور والياً على الجزيرة في سنة (158 هـ/774 م) واستمر والياً عليها حتى وفاة الخليفة أبي جعفر المنصور (56). وعندما تولى المهدي الخلافة في سنة (159 هـ/775 م) عُزل الهيثم بن سعيد عن الجزيرة (57). وعلى الرغم من عدم معرفتنا لكثير من مؤهلاته الذاتية لكن تعيينه والياً في هذا الإقليم ثم استمراره لمدة حوالي سنة، ربما يعني امتلاكه لمثل هذه الصفات والمؤهلات.

(6) منصور بن زياد بن عبيد الله من بني عمرو بن يزيد بن قَطَن بن زياد بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب (58) ، ولي الجزيرة للفترة من (169-170 هـ/785-786 م) .

تولى منصور بن زياد الجزيرة (169هـ/785 م) من قبل الخليفة الهادي وعندما تولى الرشيد الخلافة عزل منصور عن الجزيرة سنة (170 هـ/786 م) (59) . عندما توجه الفضل بن يحيى بأمر من الخليفة الرشيد لمحاربة يحيى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي أعلن ثورته بالديّلم ضد الخليفة الرشيد، أوكل الفضل على باب الرشيد، منصور بن زياد، قال في ذلك الطبري (60) : " وشخص الفضل بن يحيى ، واستخلف منصور بن زياد وبباب أمير المؤمنين تجري كتب على يديه ، وتنفذ الجوابات عنها إليه وكانوا يثقون بمنصور … في جميع أمورهم لقديم صحبته لهم … " .

كما عُين منصور بن زياد كاتباً لوزير الخليفة الرشيد، يحيى بن خالد البرمكي وقد أرسله الأخير في سنة (178هـ/794 م) إلى عبدويه الأنباري (61) الذي ثار في إفريقية وكانت مهمة منصور بن زياد إيصال كتب يحيى بن خالد إلى عبدويه يحثه فيها على الطاعة التي انتهى إليها عبدويه بعد أن أعطاه يحيى الأمان (62). ولقد كانت لأسرة منصور بن زياد مكانة وحظوة لدى الخلافة العباسية (63).

(7) أبو هريرة محمد بن فروخ، مولى قبيلة تميم ولي الجزيرة للفترة من (170-171 هـ/786-787 م) (64).

كان محمد بن فروخ مع من اتجه إلى الكوفة لمبايعة أبي العباس بالخلافة في سنة (132هـ/749 م) وقد بقي محمد بن فروخ مع الخليفة أبي العباس في الكوفة مع مجموعة ممن بقي معه (65). وعلى الرغم من قربه من عدد من الخلفاء وحظوته عندهم، لكننا نجهل المعلومات المتعلقة بسيرة حياته الأولى وعائلته وسكنه قبل قدومه إلى الكوفة. ويبدو أن المؤهلات الذاتية لهذا المولى، كانت وراء بروزه وثقة الخلفاء به.

فقد كتب الخليفة المهدي في سنة (159هـ/775 م) لعيسى بن موسى حول جعل ولاية العهد لموسى ابن المهدي فامتنع عيسى بن موسى عن المجيء للمهدي فأرسل الخليفة المهدي إليه أبا هريرة محمد بن فروخ فقدم أبو هريرة بعيسى بن موسى إلى الخليفة المهدي (66)، إذ جاء به إلى بغداد في بداية سنة (160هـ/776 م) وبويع لابنه موسى بولاية العهد من بعده (67).

في سنة (168هـ/784 م) ثار على الخلافة في أطراف الموصل الخارجي ياسين التميمي وتغلب على مقاومة أهل الموصل له وكان له نفوذ في أرجاء إقليم الجزيرة فتوجه إليه بأمر من الخليفة المهدي القائد أبو هريرة محمد بن فروخ، وهرثمة بن اعين، فأتيا الموصل وخرجا إليه ودارت بينهم معارك شديدة انتهت بمقتل ياسين وبعض أنصاره وهزيمة الآخرين (68).

وفي سنة (171هـ/787 م) ولي أبو هريرة الجزيرة وأقرّ ابنه عبد الله على سنجار ونصيبين، وقد واجه في حينهِ ثورة الخارجي الصّحْصَح الحروري ، الذي تصدى له قائد من قادة الخليفة الرشيد يدعى علي بن حرب وهزم الصحصح الذي اتجه إلى الموصل وهزم جيش من أهالي الموصل بباجرمى (69) ورجع إلى الجزيرة واستولى على ديار ربيعة ، فأرسل إليه الخليفة الرشيد القائد نصر بن عبد الله الضبّي الذي انتصر على الصّحْصَح وتم التخلص منه، وفي السنة نفسها غضب الخليفة الرشيد على أبي هريرة وعزله عن الجزيرة (70) ومن ثم أمر بقتله إذ وجه إليه حرب بن قيس فجاء به إلى بغـداد وقُطع عنقه (71) . لم تشر المصادر التاريخية إلى سبب ذلك وربما الأمر له علاقة بولايته على الجزيرة وفي العلاقة بينه وبين الخليفة الرشيد وفي فشله في القضاء على ثورة الصّحْصَح الحروري، ومن المحتمل أيضاً أنه سلك سبيل التشدد والقسوة تجاه رعيته ويُستدل على ذلك من خلال فترة ولايته القصيرة فضلاً عن ان هذا الشيء يتناقض مع علاقته الجيدة مع الخلفاء العباسيين والتي أشرنا إليها مسبقاً.

(8) أبو حنيفة حرب بن قيس (72)، ولي الجزيرة للفترة من (173-183هـ/789-799 م).

أمر الخليفة أبو جعفر المنصور قائديه أبا حنيفة حرب بن قيس وعثمان بن نَهيْك بقتل أبي مسلم الخراساني إذ أعدّهما لذلك وبعد أن أمرهما بقتله خرجا عليه وقتلاه (73).

 وفي خلال ولاية حرب بن قيس على الجزيرة ثار الخارجي الوليد بن طريف التغلبي في سنة (178هـ/794 م) وقتل إبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين وقويت شوكته، واتسع نفوذه في عدد من مناطق الجزيرة والموصل وأرمينية وأذربيجان فوجه إليه الخليفة الرشيد القائد يزيد بن مزيد الشيباني فوقعت بينهما حرب قُتل فيها الخارجي الوليد بن طريف وبعض أنصاره وتشتت من بقي منهم (74)، ثم عزل حرب بن قيس عن ولاية الجزيرة من قبل الخليفة الرشيد في سنة (183هـ/799 م) ليتولاها القاسم بن هارون الرشيد.

(9) خزيمة بن خازم بن خزيمة بن عبد الله بن حنظلة بن نَضْلة بن حُرْثان بن مطلق بن صخر بن نَهْشَل التميمي (75)، ولي الجزيرة للفترة من (193-198 هـ/808-813 م) (76) .

في سنة (129هـ/746 م) دخل خازم بن خزيمة مرورَوُذ (77) وقتل واليها الأموي بشر بن جعفر السعدي وكان معه ابنه خزيمة إذ أرسل معه بخبر الفتح إلى أبي مسلم الخراساني (78). عندما توفى الخليفة الهادي سنة (170هـ/786 م)، أخذ خزيمة بن خازم، جعفر بن الهادي من فراشه، واجبره فيما بعد على خلع نفسه عن الخلافة والبيعة لعمه هارون الرشيد بالخلافة، وكان الهادي خلع الرشيد عن ولاية العهد وبايع ابنه جعفر بدلاً عنه (79). وفي بداية خلافة الرشيد، تولى خزيمة بن خازم قيادة الشرطة في بغداد إلى أن عزله عنها سنة (172هـ/788م) (80). وفي سنة (183هـ/799 م) ثار الخزر (81) وهاجموا أذربيجان وأرمينية واستولوا على مناطق أرمينية فأرسل إليهم الخليفة الرشيد خزيمة بن خازم ويزيد من مزيد على رأس جيش قضى على ثورتهم وشتت تجمعهم ومنع غزواتهم على أذربيجان وأرمينية (82) .

 وعندما زار الرشيد الرّي (83) في سنة (189هـ/804 م) زاره خزيمة بن خازم وكان والياً على الجزيرة وأهدى الرشيد الهدايا الكثيرة (84) . وقد تولى خزيمة بن خازم ولاية البصرة في خلافة الرشيد (85). كما تولى ولاية أرمينية من قبل الرشيد في سنة (190هـ/805 م) ولمدة سنة واحدة (86)، وهدأت أرمينية في فترة ولاية خزيمة عليها بعد أن كانت تعاني من اضطرابات ونزاعات بين قبائلها الشمالية والجنوبية وهجمات الخزر وغيرهم (87) .

عندما ذهب الخليفة الرشيد إلى خراسان في سنة (192هـ/807 م) بعد أن كان مقيماً في الرّقة ، ترك مكانه لابنه القاسم ومعه خزيمة بن خازم (88) . وخزيمة أحد الشهود على عهد الأمين لأخيه المأمون وعهد والده الذي أكد فيه أنه يحترم عهد أبيه إليه بالخلافة من بعده واحترام ما عهده إليه الرشيد لأخوته المأمون والمعتصم والمؤتمن (89) .

في سنة (193هـ/808 م) عين الخليفة الأمين ، خزيمة بن خازم والياً على الجزيرة والموصل (90) إذ تلحق الموصل إدارياً في هذه السنة بإقليم الجزيرة ما عدا قنسرين إذ كانت فضلاً عن إقليم الثغور والعواصم تحت ولاية القاسم بن الرشيد ، وأضيفت لخزيمة قنسرين والثغور والعواصم في سنة  (194هـ/809 م) بأمر من الخليفة الأمين (91) .

في أثناء محاصرة جيوش المأمون لبغداد في سنة (198هـ/813 م) عمل طاهر بن الحسين على مراسلة خزيمة بن خازم وكان مع الخليفة الأمين يحثه على البيعة للمأمون والخروج على الأمين وبعد أن شاور خزيمة أصحابه وافق على طلب طاهر وخرج على الخليفة الأمين وسيطر هو وقواته على جسر دجلة، ودخل في هذه الأثناء قائد المأمون، هرثمة بن أعين الجزء الشرقي من بغداد وكان تحت سيطرة خزيمة بن خازم ودخل هرثمة بعد أن راسله طاهر بن الحسين يوصيه أن يعامل خزيمة وجماعته معاملة حسنة وقد طلب ذلك أيضاً خزيمة وجماعته (92) .

(10) طاهر بن الحسين (159-207هـ/775-822 م) بن مصعب بن زريق بن ماهان وهو مولى فارسي فقد كان جده زُريق بن ماهان مولى طلحة بن عبد الله الخزاعي المعروف بطلحة الطلحات. أما جده مصعب بن زريق فقد كان كاتباً لسليمان بن كثير أحد الدعاة العباسيين، كما كانت لأبيه الحسين بن مصعب منزلة جيدة عند الخليفة الرشيد (93). وطاهر بن الحسين ولي الشام والجزيرة للفترة من (198-205هـ/813-820م) (94) .

ولد طاهر بن الحسين في بو شنج (95) وربما كان لموالاة هذه الأسرة لقبيلة خزاعة أثر في فصاحة طاهر بن الحسين وبلاغته ، ومن بين ما برز في حياته كان الجانب العسكري فقد لُقب بـ (ذا اليمينين) لأنه يجيد القتال بيده اليسرى كما يجيد ذلك في يمينه فسُمي بـ (ذا اليمينين) (96) .

تولى طاهر بن الحسين ولاية بوشنج في سنة (180هـ/796 م) (97) ، وفي سنة (195هـ/810 م) وجه الخليفة الأمين الجيش بقيادة علي بن عيسى بن ماهان إلى خراسان لمواجهة جيش المأمون بقيادة طاهر بن الحسين الذي أرسله المأمون ضد أخيه الأمين فالتقوا بالريّ فانتصر طاهر وقتل علي بن عيسى ، وفي السنة نفسها دُعي للمأمون بالخلافة بخراسان (98).

بعدها أمر الخليفة المأمون قائده طاهر بن الحسين بالتوجه نحو بغداد ، بينما وجه الخليفة الأمين جيشاً تحت قيادة القائد عبد الرحمن بن جُبلة لمقاتلة طاهر بن الحسين اذ التقى الجيشـان في همدان في سنة (195هـ/810 م) وانتصر طاهر وقتل عبد الرحمن بن جُبلة (99). وقد أعقب ذلك تقدم طاهر وجيشه إلى بغداد ومحاصرتها من جهتها الغربية وتولى هرثمة بن اعين حصار الجهة الشرقية من المدينة (100) . انتهى هذا الحصار بدخول طاهر بغداد وقتله للأمين وإرسال رأسه للخليفة المأمون وكان ذلك في سنة (198هـ/ 813 م) (101) .

وبعد ذلك عين الخليفة المأمون قائده طاهر بن الحسين والياً على بلاد الشام والجزيرة فضلاً عن الأقاليم الغربية من الخلافة العباسية والجزء الغربي من بغداد واتخذ من الرّقة مقراً له وتوجه من هناك لقتال الثائر نصر بن شبث العقيلي (102) . إلا أن ثقة الخليفة المأمون بقائده طاهر بدأت تتغير تدريجياً فلم يعد يسـتعين به كثيراً ، وساوره الشك حول نواياه ، فقد ذكر الطبري (103) في أحداث سنة (202هـ/817 م) ان : " طاهر بن الحسين قد تنوسي في هذه السنين منذ قتل محمد [الأمين] في الرّقة ، ولا يُستعان به في شيء من هذه الحروب وقد أُستعين بمن هو دونه أضعافاً " .

عين الخليفة المأمون في سنة (204هـ/819 م) طاهر بن الحسين والياً على بغداد بعد أن عينه على جانبها الغربي فقط في سنة (198هـ/813 م) (104)، وفي سنة (205هـ/820 م) ولى الخليفة المأمون قائده طاهر بن الحسين إقليم خراسان (105)، وفي السنة نفسها توجه إليها وترك مكانه ابنه عبد الله بن طاهر بالرّقة لقتال نصر بن شبث (106) . وتصدى طاهر بن الحسين في خراسان لثورة حمزة الشاري ودارت معارك كثيرة بينهما واستمر القتال بعد وفاة حمزة مع ابنه إبراهيم (107) . وطاهر بن الحسين مؤسس الأمارة الطاهرية في خراسان وكان فصيحاً خطيباً سيداً مهيباً جواداً شجاعاً (108) . ومما يدل على فصاحته وتضلعه في العربية ، وصيته التي تركها لابنه عبد الله ، التي كان لأهميتها أنْ تَمَّ اعتمادها من قبل الخليفة المأمون في توجيه عدد من ولاته ، وكان من بين ما ورد فيها : " أما بعد ، فعليك بتقوى الله وحده لا شريك له وخشيته ، ومراقبته عز وجل ومزايلة سخطه ، وحفظ رعّيتك في الليّل والنهار ، وألزم ما ألبسك من العافية بالذكر لمعادك ، وما أنت صائر إليه ، وموقوف عليه ، ومسؤول عنه ، والعمل في ذلك كلّه بما يعصمك الله عزّ وجّل وينجيّك يوم القيامة من عقابه وأليم عذابه فان الله سبحانه وتعالى ، قد أحسن إليك وأوجب عليك الرأفة بمن استرعاك أمرهم من عباده…"(109). توفي طاهر بن الحسين بطريقة غامضة سنة (207هـ/822 م) وهو ابن ثمان وأربعين سنة (110).

(11) يحيى بن معاذ بن مسلم مولى بني ذُهل (111) ، ولي الجزيرة للفترة من (205-206هـ/820-821 م) .

ولي دمشق سنة (191هـ/806 م)، وفي السنة نفسها تصدى لثورة أبي النداء الخارجي في دمشق، وانتصر عليه في السنة التي تلتها وحمله للرشيد الذي أمر بقتله (112) . ولما كان الرشيد مقيماً بطوس سنة (193هـ/808 م) أرسل ابنه المأمون إلى مرو ورافق المأمون إلى مرو في تلك السـنة يحيى بن معاذ (113) الذي عُزل عن دمشق سنة (194هـ/809م).

عندما أخذ الخليفة الرشيد البيعة لأولاده الثلاثة بولاية العهد من بعده، ضم لابنه المأمون العديد من القادة ومنهم كان يحيى بن معاذ وقد وصفهم الكوفي (114) بقوله: "وضم إليه قواد معروفون".

حين انضم الفضل بن الربيع إلى محمد الأمين وحاول المأمون مواجهته اعتراضاً على ذلك، استعان المأمون بقادة أبيه ومنهم يحيى بن معاذ (115)، ولكن المأمون لم يواجه الفضل بن الربيع حينها مواجهة عسكرية وحاول أخذ البيعة منه عن طريق مراسلته.

عين الخليفة المأمون قائده يحيى بن معاذ والياً على أرمينية للقضاء على ثورة حاتم بن هرثمة بن اعين الذي ثار على الخلافة واتصل ببابك والخرّمية واضطربت الأحوال في أرمينية وأذربيجان وفشل يحيى بن معاذ في إعادة الهدوء لأرمينية والقضاء على الاضطرابات فيها مما أدى بالمأمون إلى عزله عن أرمينية (116) .

في سنة (202هـ/817 م) أخبر علي بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي أخبر المأمون بما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ قتل أخيه، وبما كان الفضل بن سهل يخفي عنه من الأخبار، وان أهل بيته والناس قد نقموا عليه في أشياء كثيرة وكان يحيى بن معاذ ومجموعة من القادة على علم بذلك إذ استدعاهم المأمون وطلب منهم الحديث عن ذلك ومن بينهم يحيى بن معاذ وتكلموا عن ذلك بعد أن أعطاهم الأمان وأدى هذا إلى رجوع الخليفة المأمون من مرو إلى العراق سنة (204هـ/819 م) (117).

وفي السنة ذاتها دارت بين والي الجزيرة يحيى بن معاذ وأنصار بابك الخرّمي معارك عدة، دون أن يحسم أحدهما النصر لصالحه على نحو كبير (118) . ولغاية وفاتهِ كان يحيى بن معاذ من كبار قادة الخليفة المأمون (119) .

(12) عبد الله بن طاهر (182-230هـ/798-844 م)، (120) ولي الشام للفترة من (205-213هـ/820-828 م) ثم أضيفت إليه ولاية الجزيرة وللفترة من (206-213هـ/822-828 م).

نشأ نشأة مجيدة تربى في كنف الخليفة المأمون فخرج شهماً نبيلاً أديباً وكان المأمون يحبه حُباً جماً (121). إذ كان لقرب أسرته ولقربه من الخليفة المأمون في مرو أثر على تربيته وفصاحته وأدبه، وكفاءته العسكرية والإدارية، قال الخليفة المأمون لطاهر بن الحسين: " صفْ لي عبد الله ابنك؟ قال : إنْ مدحتهُ هجوته ، وإنْ هجوته ظلمته ، ولد الناس ابناً وولدتُ والداً ، يحسن ما أحسـن ، ولا أحسنُ ما يحسن " . (122)

وفي سنة (206هـ/821 م) توفي والي الجزيرة يحيى بن معاذ فدعا المأمون، عبد الله بن طاهر فقال له: " يا عبد الله اني استخير الله عز وجل منذ شهر وأرجو أن يخير الله لي ان الرجل يصف ابنه ليطريه لرأيه فيه وليرفعه وقد رأيتك فوق ما وصفك أبوك وقد مات يحيى بن معاذ واسـتخلف ابنه وليس بشيء، وقد رأيت توليتك مصر ومحاربة نصر بن شبث. فقال [عبد الله]: السمع والطاعة لأمير المؤمنين " . فولاه المأمون من الجزيرة إلى مصر (123) . وأمره بالقضاء على الاضطرابات والثورات في الشام والجزيرة ومجابهة نصر بن شبث الثائر بالجزيرة (124) .

بعد وفاة طاهر بن الحسين سنة (207هـ/822 م) أمر الخليفة المأمون بتعيين عبد الله بن طاهر والياً على خراسان وبغداد وما كان يتولاه أباه من أقاليم الخلافة العباسية، فوجه عبد الله من ينوب عنه إلى هذه الأقاليم (125) . وفي سنة (209هـ/824 م) حاصر عبد الله بن طاهر كيسوم وفيها نصر بن شبث وفي الوقت نفسه كانت لنصر بن شبث وفود ومكاتبات مع الخليفة المأمون انتهت بالتسليم للخلافة والقدوم إلى بغداد سنة (210هـ/825 م) (126) .

ذكر الازدي (127) أن الخليفة المأمون : " دعا بعبد الله بن طاهر فعقد له على كور الجبل وثغر أذربيجان وقزوين". وذلك لمحاربة بابك وأنصاره الذين ثاروا في هذه المناطق ضد الخلافة العباسية.

توجه عبد الله بن طاهر لمحاربة بابك الخرّمي وهو ليس راغباً لما ولاه المأمون من ولاية الجبال وأذربيجان فأرسل إليه الخليفة المأمون، يحيى بن أكثم وإسحاق بن إبراهيم يخيّره بين ولاية الجبال وأذربيجان وحرب بابك أو تولي خراسان فاختار عبد الله خراسان وعين أخاه طلحة بن طاهر ليتولاها بالنيابة عنه (128) .

أما في مصر فقد قضى عبد الله بن طاهر على ثورة عبيد الله بن السرّي في سنة (211هـ/826 م) ودخل الفسطاط وكتب إلى المأمون بذلك (129). ومن ثم اتجه إلى الإسكندرية على أثر ثورة عدد من المجموعات التي نفيت من الأندلس بعد ثورة الربض وكونوا الامارة العربية في جزيرة اقريطش (كريت)، وقدمت تلك المجموعات بحراً إلى الإسكندرية وسيطرت عليها سنة (212هـ/827 م) إذ أعاد إدارتها للخلافة العباسية عبد الله بن طاهر وجعل عليها الياس بن أسد الخرا ساني عاملاً . أرسل الخليفة المأمون كتاباً إلى عبد الله بن طاهر في مصر يحتوي أبياتاً شعرية تُظهر العلاقة الحميمة التي ربطت الخليفة المأمون بقائده عبد الله بن طاهر ومما ورد في آخر كتابه قوله :

فما أحببت من أمر *** فاني الدهر أهواه

وما تكره من شيء *** فاني لست أرضاه

لك الله على ذاك لك الله لك الله (130)

تولى عبد الله بن طاهر ولاية أرمينية وأذربيجان في سنة (214هـ/829 م) وعزل عن الإقليمين ليتولى خراسان بعد وفاة أخيه طلحة بن طاهر والي خراسان من قبلهِ (131) . وفي سنة (218هـ/833 م) وعندما مرض المأمون وهو بطريق عودته من قتال الروم البيزنطيين كتب إلى ابنه العباس ولأخيه المعتصم ولقائده عبد الله بن طاهر بأن الخليفة من بعده أخيه المعتصم إن هو مات في هذا المرض (132) . إذ يُلحظ أن عبد الله بن طاهر كقائد على إطلاع بما ينوي الخليفة الإقدام عليه وإنه ذو صلة قوية بالخليفة المأمون .

في بداية عهد المعتصم استمر عبد الله بن طاهر والياً على خراسان بدليل انه عندما حدثت ثورة محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، في سنة (219هـ/834 م) في الطالقان (133) وجه عبد الله بن طاهر عماله للقضاء على هذه الثورة إذ هرب محمد بن القاسم من الطالقان إلى نيسابور فانتهى به الأمر باعتقاله فأخذه عبد الله بن طاهر وأرسله إلى المعتصم (134) . كما كان مازيار بن قارن بن ونداهُزْ بطبَرَستان على خلاف مع الأسرة الطاهرية في خراسان حول دفعه للخراج لعبد الله بن طاهر إذ كان يدفعه للمعتصم الذي يعيده بدوره للأسرة الطاهرية ، وكان الافشين حيدر بن كاوس يسمع من الخليفة المعتصم أحياناً كلاماً يدل على أنه يريد عزل آل طاهر عن خراسان فلما انتصر الافشين على بابك الخرمي طالب في ولاية خراسان وبلغه منافرة المازيار لآل طاهر فرجا أن يكون ذلك سبباً لعزل عبد الله بن طاهر عن خراسان فاتصل الافشين بمازيار وطلب منه محاربة عبد الله وأدى ذلك إلى ثورة المازيار بطبرستان وقطعه للخراج فكتب الخليفة المعتصم لقائده عبد الله بن طاهر يأمره بمحاربة المازيار (135) فسار لحربه واشتبك معه في عدة معارك وانتهى الأمر بقتل المازيار بعد أن ثار عليه جنده سنة (225هـ/839 م) (136) .

وفضلاً عن أدواره ومواقفه العسكرية المتقدمة فقد برع في مجالات أدبية أخرى إذ كان: " بمحّل من علّو المنزلة وعظم القَدْر ولُطفْ مكان من الخلفاء، يُستغنى به عن التقريظ له والدّلالة عليه ، وأمرهُ في ذلك مشهورٌ عند الخاصة والعامة وله في الأدب مع ذلك المحل الذي لا يُدْفع ، وفي السماحة والشجاعة ما لا يقاربه منه أحدٌ " (137) .

وكان أديباً ظريفاً جيد الغناء له أصوات كثيرة أحسن فيها ونَقَلها أهلُ الصنعة عنه، وله شعر رائع ورسائل ظريفة (138) . توفي سنة (230هـ/844 م) وكان حين وفاته والياً على خراسان والري وطبرستان وكرمان (139) .

(13) أبو جعفر اشناس التركي (140)، ولي الجزيرة للفترة من (218-230هـ/833-845 م) (141). وولي الشام للفترة من (223-226هـ/837-840م).

في سنة (203هـ/818 م) ثار الخارجي مهدي بن علوان الشاري وتوجه لقتاله أبو إسحاق بن الرشيد وقد حاول أحد جنود مهدي الشاري طعن أبي إسحاق المعتصم لولا أن أنقذه اشناس التركي (142) . وفي سنة (215هـ/830 م) كان اشناس ضمن الجيش الذي كان يقوده الخليفة المأمون لمحاربة الروم البيزنطيين إذ وجه الخليفة المأمون باشناس إلى حصن سندس (143) الذي فتح الحصن واسر قائده (144).

عندما توجه المعتصم لقتال الروم البيزنطيين في سنة (223هـ/837 م) كان اشناس على مقدمة جيش الخليفة المعتصم وكان هذا الجيش قد فتح عمورية (145). إذ شارك مع المعتصم كما أسلفنا في فتح عمورية وعلى أثرها تم تكريمه (146)، وبعد وفاة الخليفة استمر والياً على الجزيرة في عهد ابنه الواثق (227-232 هـ/841-847 م) الذي كرمه أيضاً ولقبه بالسلطان (147)، وتكريمه الثاني يعود إلى استقرار الإقليم الذي تولاه ولم تحصل اعتداءات أو اضطرابات في الإقليم وإدارته كانت جيدة. وكان أول من عقد له الخليفة الواثق من قادته اشناس التركي ولاّه الأقاليم الغربية من الخلافة العباسية فوجه اشناس من ينوب عنه على الأقاليم التي تولاها، ومن ضمنها الشام والتي عزل عنها سنة (226هـ/840م) (148).

(14) رجاء بن أيوب الحضاري، ولي الشام للفترة من (226-232هـ/840-846م).

في سنة (227هـ/841 م) ثار ابن بيهس الكلابّي بدمشق ونجح في جمع كثير من بطون قيس ، وثار بفلسطين رجل يقال له تميم اللخمي إذ انه قتل أحد الجنود وهرب إلى جبال الأردن متبرقعاً حتى لا يعرفه أحد وقد ازداد عدد أتباعه وأكثرهم من حراثي الأرض من أهالي القرى في تلك المنطقة، فقد ثار في القبائل الجنوبية لخم وجذام وعاملة وبلقين ومدّ نفوذه إلى جند الأردن فوجه إليهم الخليفة الواثق ، رجاء بن أيوب الحضاري فبدأ بدمشق وانتصر على ابن بيهس وأسره وسار إلى فلسطين وانتصر على تميم اللخمي وأسره وأرسله إلى سامراء سنة (228هـ/842 م) وفي السنة نفسها توجه رجاء إلى مصر ومنها إلى برقة للقضاء على ثورة البربر وبني أُسيد بن أبي العيص (149) .

كما ثارت في سنة (227هـ/841 م) عدد من القبائل القيسية في دمشق وأطرافها، ضد عامل دمشق أبي المغيث الرافقّي، فتوجه إليهم رجاء بن أيوب وقاتل القبائل القيسية الثائرة وعمل على تهدئة الأوضاع والقضاء على الاضطرابات التي نشأت في الشام من جراء تلك الثورة (150). كما أصبح رجاء بن أيوب ولفترة من الزمن مسؤولاً عن حرس الخليفة المتوكل (151).

______________

(1) ينظر الجدول (2) ، ص 112 .

(2) ورد ذكره في فصل العوامل الأسرية ، ص 36 .

(3) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص125 ؛ الخضري بك ، المرجع السابق ، ص39-40 .

(4) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص457 .

(5) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص125 .

(6) الرُهّا ، إحدى مدن الجزيرة الواقعة شمال مدينة حران ، ابن حوقل ، المصدر السابق ، ص204 ؛ الحموي، المصدر السابق ، مج3 ، ص106 .

(7) ابن الأثير ، الكامل … ، مج5 ، ص435 .

(8) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص447 .

(9) ورد ذكره في فصل العوامل الأسرية ، ص 38  .

(10) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص125-126 .

(11) ابن الأثير ، الكامل … ، مج5 ، ص418 .

(12) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص133 ؛ المسعودي ، مروج … ، ج3 ، ص245 ؛ حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري (ت982 هـ/1574 م) ، تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس ، القاهرة ، المطبعة الوهبية ، 1283 هـ ، ج2 ، ص323 ؛  .

Kennedy, op., cit., pp., 46-48.

(13) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، 150 .

(14) الكوفي ، المصدر السابق ، ج8 ، ص186-187 ؛ المسعودي ، مروج … ، ج3 ، ص245-246 ؛ ابن الأثير ، الكامل … ، مج5 ، ص425-426 .

(15) حبيب بن مرّة المُزني ، من بين أبرز قادة وفرسان الخليفة ألأموي مروان بن محمد ، ثار على عبد الله بن علي مع أبي الورد مجزأة بن الكوثر في البلقاء ، ابن الأثير ، الكامل … ، مج5 ، ص432 .

(16) الازدي، المصدر السابق ، ج2 ، ص144 ؛ TuQan, Op., cit., p., 14.

(17)  ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص433-434؛ القلقشندي، مآثر …، ج1 ، ص172 .

(18) دلوك ، إحدى مدن الثغور الشامية ، ابن رستة ، المصدر السابق ، ص107 ؛ الحموي ، المصدر السابق ، مج4 ، ص68 .

(19) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص159 .

(20) أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني (ت562 هـ/1166 م) ، الأنساب ، تحقيق ، عبد الله عمر البارودي ، ط1 ، بيروت ، دار الجنان ، 1988 م ، ج4 ، ص225 ؛ القلقشندي ، نهاية … ، ص367 .

(21) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، 369 .

(22) البلاذري ، أنسـاب…، ص135 ؛ الدينوري، المصدر السابق ، ص364 ؛ الطبري ، المصدر السابق، ج7 ، ص389 .

(23) تميم بن نصر بن سيار ، أحد القادة العسكريين للخلافة الأموية قُتل في معركة مع الجيش العباسي قرب نيسابور سنة (130هـ/ 747 م) . وكان والده من قادة وولاة الخلافة الأموية ، الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص336-337 ، 388 .

(24) النابي بن سويد العجليّ ، أحد القادة العسكريين للخلافة الأموية قُتل سنة (130هـ/747 م) في معركة مع الجيش العباسي المتجه لدخول نيسابور ، الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص388 .

(25) الطبري ، المصدر نفسه والجزء، ص390 .

(26) الطبري ، المصدر نفسه والجزء، ص392 .

(27) عامر بن ضباره، أحد القادة العسكريين للخليفة الاموي مروان بن محمد، قتل في معركة مع الجيش العباسي في اصبهان سنة (131هـ/748م)، الازدي، المصدر السابق، ج2، ص 74، 76 ، 116.

(28) قُم ، مدينة في إقليم الجبال (جنوب بحر قزوين) ، ابن حوقل ، المصدر السابق ، ص315 ؛ الحموي ، المصدر السابق ، مج4 ، ص397 .

(29) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص405 .

(30) الطبري ، المصدر نفسه والجزء ، ص418 .

(31) ابن خياط ، تاريخ … ، ج2 ، ص678 ؛ الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص470 .

(32) البلاذري ، أنساب … ، ص151 .

(33) البلاذري، المصدر نفسه، ص106؛ الطبري، المصدر السابق، ج7، ص475؛ الازدي، المصدر السابق ، ج2 ، ص164 ؛ ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص19 .

(34) ابن عساكر ، المصدر السابق ، ج4 ، ص465 ؛ الزركلي ، المرجع السابق ، ج2 ، ص283 .

(35) مجهول ، أخبار … ، ص221 .

(36) مجهول ، المصدر نفسه، ص351 .

(37) ابن الأثير ، الكامل … ، مج5 ، ص406 .

(38) مجهول ، أخبار … ، ص377 .

(39) مجهول، المصدر نفسه، ص378 ؛ الطبري، المصدر السابق، ج7، ص440؛ ابن الأثير، الكامل…، مج5، ص425 .

(40) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص440؛ ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص425.

(41) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص445 .

(42) الطبري ، المصدر نفسه والجزء، ص474-475 .

(43) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص163 .

(44) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص475-476 .

(45) ابن الأثير، الكامل …، مج5، ص483؛ ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص19.

(46) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص496 .

(47) الطبري ، المصدر نفسه والجزء، ص515 ؛ ابن خلكان ، المصدر السابق ، ج6 ، ص322 ؛ الانصاري، المرجع السابق ، ص68 .

(48) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص187 ؛ المقدسي ، البدء … ، ج6 ، ص85 .

(49) بَاَخمرى ، موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة اقرب ، الحموي ، المصدر السـابق ، مج1 ، ص316 .

(50) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص189 ؛ فوزي ، العباسيون … ، ج1 ، ص210 .

(51) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص644-645 .

(52) الطبري ، المصدر نفسه والجزء ، ص646-647 .

(53) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص27 ؛ أبو الفلاح عبد الحي بن العماد (ت 1089 هـ/1678 م) ، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، بيروت ، المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع ، (د.ت) ، ج1، ص220 ؛ الزركلي ، المرجع السابق ، ج2 ، ص283 ؛ الطحطوح ، أحداث … ، ص40 .

(54) الذهبي ، العبر … ، ج1 ، ص179 .

(55) لم نعثر على معلومات موسعة وكافية عن هذا الوالي والمعلومات الموجودة في المصادر والمراجع قليلة ومختصرة جداً .

(56) ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص20 .

(57) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص121 .

(58) ابن حزم ، المصدر السابق ، ص416 .

(59) ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص21 .

(60) المصدر السابق ، ج8 ، ص242 .

(61) عبدويه الانباري، احد القادة العسكريين في خلافة الخليفة الرشيد، الطبري، المصدر السابق، ج8، ص572.

(62) الطبري ، المصدر نفسه والجزء ، ص256 .

(63) ابن حزم ، المصدر السابق ، ص417 .

(64) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص267؛ ابن شداد، المصدر السابق، ج3، ق1، ص21.

(65) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص430 .

(66) الطبري ، المصدر نفسه ، ج8 ، ص122-123 ؛ الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص236 ؛ ابن العبري ، المصدر السابق ، ص217

(67)  الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص238 .

(68) الازدي، المصدر السابق، ج2، ص251-252؛ فوزي، العباسيون …، ج1، ص264.

(69) باجرمى، قرية قرب مدينة الرّقة في الجزيرة، الحموي، المصدر السابق،مج1، ص313.

(70) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص267 .

(71) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص235 .

(72) لم نعثر على معلومات موسعة وكافية عن هذا الوالي ، والمعلومات الموجودة في المصادر والمراجع قليلة ومختصرة جداً .

(73) الطبري، المصدر السابق، ج7، ص491؛ الازدي، المصدر السابق، ج2، ص165.

(74) ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص21-22 .

(75) ابن حزم ، المصدر السابق ، ص230 .

(76) ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص24-25 .

(77) مرورَوُذ، مدينة تقع جنوب مدينة مرو قصبة اقليم خراسان، الحموي، المصدر السابق، مج5، ص112.

(78) الطبري ، المصدر السابق ، ج7 ، ص360 .

(79) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص262 .

(80) الازدي ، المصدر نفسه والجزء ، ص269 .

(81) الخزر ، بلاد الترك الواقعة شمال (بحر قزوين) ينظر الزبيدي ، المصدر السابق ، مج3 ، ص173-174 ؛ الحموي ، المصدر السابق ، مج2 ، ص367-369 .

(82) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص295 .

(83) الري ، قصبة إقليم الجبال ، ابن رستة ، المصدر السابق ، ص198-199 ؛ الحموي ، المصدر السابق ، مج3 ، ص116 .

(84) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص316 .

(85) ابن خياط ، تاريخ … ، ج2 ، ص743 ؛ الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص346 .

(86) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص428 .

(87) اليعقوبي ، المصدر نفسه والمجلد ، ص426 .

(88) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص312 .

(89) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص419 .

(90) الطبري، المصدر السابق، ج8، ص373؛ الازدي، المصدر السابق ، ج2 ، ص318 .

(91) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص374 ؛ عرموط ، المرجع السابق ، ص112 .

(92) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص472-473 ؛ الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص328 ؛ الزركلي ، المرجع السابق ، ج2 ، ص305 .

(93) ابن خلكان ، المصدر السابق ، ج2 ، ص517 ؛ الذهبي ، تاريخ … ، حوادث (201-210هـ/816-825 م) ، ص203 ؛ شلبي ، المرجع السابق ، ج3 ، ص354 ؛ الزركلي ، المرجع السابق ، ج4 ، ص93 .

(94) ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص25 ؛ عرموط ، المرجع السابق ، ص106 ؛ زامباور ، المرجع السابق ، ص43 .

(95) بو شنج ، بلدة قريبة من هراة (شمال غرب أفغانستان الحالية) ، اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص437 ؛ الحموي ، المصدر السابق ، مج1 ، ص508 .

(96) المقدسي ، البدء … ، ج6 ، ص108 ؛ ابن خلكان ، المصدر السابق ، ج2 ، ص522 .

(97) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص437 .

(98) ابن خياط ، تاريخ … ، ج2 ، ص754 .

(99) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص438 .

(100) اليعقوبي، المصدر نفسه والمجلد، ص440؛ ابن الكازروني، المصدر السابق، ص132.

(101) ابن خياط، تاريخ …، ج2، ص758 ؛ ابن الكازروي ، المصدر السابق ، ص132 ؛

Gapriele, op., cit., p., 98.

(102) أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه (ت421هـ/1030 م) ، تجارب الأمم ، (د.ت) ، أعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى – بغداد ، ج6 ، ص419 .

(103) المصدر السابق ، ج8 ، ص565 .

(104) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص353 .

(105) ابن مسكويه، المصدر السابق، ج6، ص448؛ آل كمال، المرجع السابق، ج1، ص378.

(106) ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص450 .

(107) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص456 .

(108) الذهبي ، العبر … ، ج1 ، ص276 ؛ الزركلي ، المرجع السابق ، ج3 ، ص221.

(109)الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص582 ؛ ابن الأثير ، الكامل … ، مج6 ، ص364 .

(110) اليعقوبي، تاريخ … ، مج2 ، ص457 ؛ للمزيد من المعلومات حول وفاة طاهر بن الحسـين ينظر ، الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص593-595 ؛ الديار بكري ، المصدر السابق ، ص335 .

(111) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص462 .

(112) اليعقوبي ، المصدر نفسه والمجلد ، ص455 ؛ الذهبي ، تاريخ … ، حوادث (191-200 هـ/806-815 م) ، ص 6،11 ؛ عرموط ، المرجع السابق ، ص84 .

(113) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص341 .

(114) المصدر السابق ، ج8 ، ص274 .

(115) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص370-371 .

(116) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص462 .

(117) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص568 ؛ ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص441-442 .

(118) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص576 ؛ الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص353-354 ؛ الخضري بك ، المرجع السابق ، ص197 .

(119) ابن خياط ، تاريخ … ، ج2 ، ص769 ؛ ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص451 ؛ الذهبي ، تاريخ … ، حوادث (201-210هـ/816-825 م) ، ص452-453 .

(120) ابن خلكان، المصدر السابق، ج3، ص83؛ الزركلي، المرجع السابق، ج4 ، ص93 .

(121) ابن خلكان، المصدر السابق، ج3، ص83؛ الخضري بك، المرجع السابق، ص204 .

(122) التوحيدي ، المصدر السابق ، مج2 ، ق2 ، ص866 .

(123) ابن مسكويه، المصدر السابق، ج6، ص451-452؛ عرموط، المرجع السابق،ص88.

(124) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص456 .

(125)  الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص595 .

(126) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص366 .

(127) المصدر السابق، ج2، ص391 .

(128) الازدي ، المصدر نفسه والجزء، ص395 .

(129) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص460-461 .

(130) التوحيدي ، المصدر السابق ، مج1 ، ص274 .

(131) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص463 .

(132) ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص466 .

(133) الطالقان ، مدينة قريبة من مرو الروذ في إقليم خراسان ، ابن حوقل ، المصدر السـابق ، ص369 ؛ الحموي ، المصدر السابق ، مج4 ، ص6 .

(134) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص472 ؛ ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص471 ؛ الدوري ، المرجع السابق ، ص192 .

(135) الطبري ، المصدر السابق ، ج9 ، ص80-81 .

(136) الذهبي ، العبر … ، ج1 ، ص306 ؛ الدوري ، المرجع السابق ، ص189 .

(137) الأصفهاني ، المصدر السابق ، ج11 ، ص13 ؛ أحمد فريد رفاعي ، عصر المأمون ، ط4 ، القاهرة ، مطبعة دار الكتب المصرية ، 1928 م ، مج3 ، ص295 .

(138) للمزيد من المعلومات عن تلك الأصوات ونماذج من شعره ينظر ، الأصفهاني ، المصدر السابق ، ج11 ، ص16-26 .

(139) الطبري ، المصدر السابق ، ج9 ، ص131 .

(140) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص352 ؛ الترمانيني ، المرجع السابق ، مج2 ، ج1 ، ص529 .

(141) ابن شداد ، المصدر السابق ، ج3 ، ق1 ، ص26 .

(142) الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص352 ؛ ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص438 .

(143) حصن سندس ، احد الحصون البيزنطية القريبة من الثغور الجزرية، الطبري، المصدر السابق، ج8، ص622.

(144) الطبري ، المصدر السابق ، ج8 ، ص623 .

(145) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص475 ؛ الطبري ، المصدر السابق ، ج9 ، ص57 ؛ الازدي ، المصدر السابق ، ج2 ، ص426 .

(146) الطبري ، المصدر السابق ، ج9 ، ص103 ؛ ابن مسكويه ، المصدر السابق ، ج6 ، ص516 .

(147) الطبري ، المصدر السابق ، ج9 ، ص124 ؛ الترمانيني ، المرجع السابق ، مج2 ، ج1 ، ص529 .

(148) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص481 .

(149) اليعقوبي ، المصدر نفسه والمجلد، ص480 ؛ الطبري ، المصدر السابق ، ج9 ، ص116-117؛ الذهبي، تاريخ …، حوادث (221-230هـ/836-844 م) ، ص27 .

(150) ابن الأثير ، الكامل … ، مج6 ص528-529 ؛ الذهبي ، العبر … ، ج1 ، ص312 .

(151) اليعقوبي ، تاريخ … ، مج2 ، ص492 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع