المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
ـ نشأ أميرُ المؤمنينَ وسيِّدُ الوصيّينَ عليُّ بن أبي طالبٍ (عليه السّلام) منذُ نعومةِ أظفارِهِ في حِجرِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) وتغذَّى من مَعِينِ هَديهِ، وكانَ أوَّلَ المؤمنينَ بِهِ والمُصدِّقِين، وفدى النبيَّ بنفسِهِ حتَّى نزلَ فيهِ قولُهُ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
تأملات في القرآن الكريم (ح-72)
عدد المقالات : 241
سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{44}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة محاور :
1- ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا ) : يذكر النص المبارك على ان التوراة كتاب سماوي , انزله جل وعلا , وان فيه :
أ‌) ( هُدًى ) : كافة مستلزمات الهداية للطريق القويم , وايضا كافة المظاهر الربانية الظاهرية من عبادات ومعاملات .
ب‌) ( وَنُورٌ ) : اشارة الى كافة المظاهر الباطنية , او الغيبية , او ما لا يدركه الانسان البسيط .
2- ( يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ ) : التوراة كتاب , لابد له من قائم يقوم به , يستلمه من الوحي , ثم يبلغ به الناس , يشرح لهم الاحكام ( الاوامر والنواهي ) , وهذا هو دور الانبياء (ع) , ويلاحظ في النص المبارك ( الَّذِينَ أَسْلَمُواْ ) , ما يدل على ان كافة الانبياء والمرسلين (ع) كانوا مسلمين , منقادين لطاعة الباري عز وجل .
3- المتلقي : لابد ان يكون هناك متلقي , شخص او اشخاص , امة او قوم ما , يوجه لهم الكتاب , فيذكر النص المبارك ثلاثة طوائف او طبقات :
أ‌) ( لِلَّذِينَ هَادُواْ ) : عامة اليهود .
ب‌) ( وَالرَّبَّانِيُّونَ ) : المنقطعون لله تعالى علما وعملا , عبادة وزهادا , وكل من عهد اليه تربية الناس .
ت‌) ( وَالأَحْبَارُ ) : الرؤوساء الدينيون والعلماء .
4- ( بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء ) : يذكر النص المبارك وظيفتين للربانيون والاحبار:
أ‌) ( بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ ) .
ب‌) ( وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء ) .
5- ( فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) : نهي عن خشية الناس , من اظهار الحقيقة التي يعرفونها , واستحفظوا عليها , حقيقة آن آوانها , ولابد ان تظهر للناس , وترشح ان تكون , نعت الرسول محمد (ص واله) وخبره الذي جاء في التوراة , والبشارة به ( ص واله) , وامر مباشر , بتقديم خشيته عز وجل , واظهار كل ما لديهم من معرفة مخفية , لانه جل وعلا احق ان يخاف ويخشى .
6- ( وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ) : يكشف النص المبارك , عن اموال تدفع لجهات معينة , لاهداف خاصة , لعل اهمها اخفاء حقيقة ما , او تحريفها عن اصلها , ترشح ان تكون الحقيقة اخفاء و تحريف البشارة المصطفى محمد (ص واله) , والجهة القابضة هم الربانيون والاحبار , اما الجهة التي تقوم بالدفع والتمويل مجهولة , من اجل التعرف عليها , يحتاج الامر ان يقوم المهتمين بدراسة القرآن الكريم بالبحث عنها .
7- ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) : نص كريم واضح الدلالة والمدلول .

وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{45}
تبين الاية الكريمة جانبا مما كتب ( فرض ) الله تعالى في التوراة , واجري حكمه على اليهود :
1- ( أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) : تقتل النفس بالنفس , القاتل العمد يقتل , ولا يشمل ذلك القاتل دفاعا عن نفسه او عرضه او ماله .
2- ( وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) : العين تفقأ بالعين .
3- ( وَالأَنفَ بِالأَنفِ ) : والانف تجدع بالانف .
4- ( وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ ) : والاذن تقطع بالاذن .
5- ( وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ ) : والسن تقلع بالسن .
6- ( وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ) : اما باقي الجروح والاصابات فتكون قصاصا .
7- ( فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ) : اما من تجاوز عن حقه في الاقتصاص من المعتدي , فيكون ذلك بمثابة تكفير لذنوبه ( المعتدى عليه ) , ينبغي الاشارة , الى ان ذلك ليس دائما , بل في ظروف خاصة , يراعي فيها ظروف المعتدي , كالتقدم بالسن والمرض وماشابه .
8- ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ َ ) : اما من يتملص او يتهرب او يرفض حكم الله تعالى ( فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .

وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ{46}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة محاور على سبيل الايضاح :
1- ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) : الضمير في ( آثَارِهِم ) يعود الى الانبياء قبله (ع) , فيكون عيسى (ع) امتدادا لرسالات ومهمات الانبياء (ع) الذين سبقوه .
2- ( مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ) : اول مهماته (ع) التصديق بالتوراة الاصلية , والغير محرفة .
3- ( وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ) : ثم ان الله جل وعلا اتاه كتابا اخر , الانجيل , ويصف النص المبارك الانجيل بنفس وصف التوراة ( هُدًى وَنُورٌ ) .
4- ( وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ) : التكرار هنا له مضمونين :
أ‌) للتأكيد .
ب‌) يقتضي استدراك مفاهيم ومعاني اخرى , لابد ان يوليها الباحث المحقق شيئا من الجهد والتأمل .
5- ( وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) : يلاحظ ان الهدى والموعظة للمتقين , فأما الهدى يكون بمثابة البيان الهادي , والدليل الواضح , وكل ما يلتقي مع الهداية , واما الموعظة بمثابة التحذير من ركوب المعاصي والذنوب ... الخ .

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{47}
يتبين من الاية الكريمة , ان الغرض من ارسال عيسى (ع) وتأييده بالانجيل , ليحكمه الناس في امورهم العبادية والمعاملاتية , كما وتبين الاية الكريمة , ان من لم يحكم بما جاء في الانجيل ( فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) , فتأمل معنى الفاسق وعاقبته ! .
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ{48}
بعد ان تطرقت الايات الكريمة السابقة الى التوراة والانجيل , وبينتا ان فيهما هدى ونور , جاءت الاية الكريمة لتتكلم عن القرآن الكريم , وتبين ان فيه :
1) ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) : كلمة ( بِالْحَقِّ ) , لم ترد في سياق الكلام عن الكتب السابقة .
2) ( مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ) : لما قبله من الكتب السماوية الاصلية , وليست الحالية المحرفة , الملاحظ في النص المبارك , انه اورد كلمة ( الْكِتَابِ ) بمعنى الكتب .
3) ( وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) : من اهداف القرآن الكريم , ليس التصديق فقط , بل الهيمنة على كافة الكتب السماوية التي سبقته , والهيمنة هنا بمعان ( متسلطا ومراقبا ومحافظا وشاهدا عليه وعلى اصله غير المحرف )"مصحف الخيرة , علي عاشور العاملي" .
4) ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ) : بما انزل الله تعالى في القرآن الكريم , في ذلك اشارة الى ايقاف العمل بكافة الكتب السماوية السابقة .
كما وتشير الاية الكريمة , الى ان الله تعالى جعل لكل امة شريعة ومنهاجا خاصة بها ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ) , وتضيف ان ذلك بمشيئته عز وجل , وان شاء جل وعلا ( وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) , فأقتضت حكمته عز وجل في الاختلاف , لغرض الابتلاء ( وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم ) , لذا فينبغي للشخص النابه والمؤمن الناصح ان يدرج نفسه في ( فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ ) , وليعلم وليدرك الجميع هذه الحقيقة التي لا ريب فيها ولا لبس ( إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) .

وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49}
تأمر الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) ان يحكم بحكم الله تعالى , وتنهاه عن اتباع ما الهوى ( رغبات القوم ) , ثم تحذره (ص واله) ان يحرفوه عما انزله الله تعالى , فأن اعرض القوم عن حكمه , فقد اضلتهم ذنوبهم , وابعدتهم عن جاده الصواب .
يلتفت المتأمل الى ختام الاية الكريمة بــ ( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) , فيحتار في امرها , هل يمثل النص المبارك حكما مسبقا على الكثير من الناس ؟ , ام انها مختصة في زمانه (ص واله) ؟ , ام انها تحمل على معان اخرى ؟ .

أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50}
الاية الكريمة في محل استفهام انكاري , فيتوضح من خلالها ان القوم يطلبون احكاما بعيدة عن شريعة الله تعالى , وتضيف الاية الكريمة على نحو ما , ان احسن الاحكام ما كان صادرا من قبله عز وجل , ما لا يدركه الا الموقنين فقط , وخصّ الموقنين في هذا الموضع لانهم يتدبرون تلك الاحكام والشرائع , ولا يكتفون بالالتزام والتمسك بها فقط .
مما يروى في سبب نزول الايتين الكريمتين ( 49 – 50 ) , ان رهطا من وجهاء اليهود تآمروا واتفقوا على الذهاب الى النبي (ص واله) بغية حرفه عن الاسلام , فذكروا له (ص واله) انهم من علماء اليهود , فأن اسلموا واقتدوا به (ص واله) , بالتأكيد سيتبعهم عدد غفير من عامة اليهود , وزعموا ان بينهم وبين جماعة اخرى نزاع وخلاف , فطلبوا منه (ص واله) ان يحكم لصالحهم .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51}
توجه الاية الكريمة خطابا مباشرا منه جل وعلا للمؤمنين , يتضمن نهي وتحذير :
1- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) : ينهي الخطاب المؤمنين من اتخاذ اليهود والنصارى اولياءا من دون المؤمنين , فبعضهم ولي للبعض الاخر , المفجع في الامر , ما اكثر المسلمين الذين يترامون في احضان هؤلاء المنهي عن موالاتهم , يتقربون لهم بشتى الوسائل من اجل ان ينالوا متعا دنيوية زائلة , مخالفين النص المبارك مخالفة مباشرة , وهذا من ابرز الاسباب التي جعلت الاسلام ضعيفا غريبا في يومنا هذا .
2- ( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) : تحذير للمسلمين كافة , من تولي اليهود والنصارى , الملفت للنظر ختام النص المبارك بــ ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) , لو ان المسلمين خالفوا النص المبارك , ووالوا اليهود والنصارى , يكونون بذلك ظالمين لانفسهم , ويتعهد النص المبارك , ان الله جل وعلا لن يهدي الظالمين , وهذا سببا في عدم تأييد المسلمين من قبله جل وعلا , فحل الظلم والجور والاستبداد في ديارهم , فلا غرابة عندما نرى اليوم بلاد المسلمين تزخر بالظلم والتخلف , وانتشار الاوبئة والامراض ! .

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ{52}
تكشف الاية الكريمة عن بعض المنافقين , الذين والوا اليهود والنصارى , وتذكر عذرا لهم في ذلك ( يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ) , أي انهم يخشون يوما يهزم فيه المسلمون , فتنقلب الاحوال , فيذل المسلمون بعد عزهم , او انهم يحتملون حدوث مكروها في بلادهم , من قبيل القحط وغيره , فيكون ولائهم بنحو العون والسند عند الحاجة , فترد الاية الكريمة عليهم ردا قاطعا في محورين :
1- ( فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ) : ان يفتح الله تعالى لنبيه مكة وباقي البلاد .
2- ( أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) : امرا ما يكون للمسلمين فيه العزة , كأمر ظهور المهدي المنتظر (عج) .
عند ذلك , يندم المنافقون ندما لا ينفعهم , ولا يصلح سوء حالهم .

وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ{53}
عندئذ يقول المؤمنون بصيغة استفهام تعجب وسخرية للمنافقين .












حيدر الحدراوي
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2024/04/23م
اجازت المادة (٢٧/أولا) من قانون الموازنة العامة للدولة رقم (١٣)لسنة ٢٠٢٣ منح الموظف إجازة لمدة خمس سنوات على وفق شروط حددتها حصرا ، علما بأن هذه الاجازة ليس محلها قانون الموازنة العامة ولكن المشرع العراقي دأب في السنوات الأخيرة على حشر نصوص في القانون المذكور منبتة الصلة به ومثل هذه النصوص يسميها... المزيد
عدد المقالات : 127
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2024/04/18م
بقلم // مجاهد منعثر منشد هذا الكتاب الموسوم (كتاب مراقد الائمة المعصومين في العراق كما وصفها الرحالة والمسؤولين الأجانب) تأليف أ.د/ عماد جاسم حسن الموسوي أستاذ التاريخ المعاصر في كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ذي قار . قدمنا عن المؤلف الباحث سيرة موجزة في قراءتنا على كتابه (دراسات في تاريخ... المزيد
عدد المقالات : 368
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2024/04/08م
في زمن بعيد، توجد قوانين قديمة شديدة الأهمية والتأثير، تحمل بين طياتها روح العدل والتوازن. قوانين حمورابي، التي أصدرها الملك حمورابي ملك بابل، تعتبر من بين أقدم النظم القانونية المعروفة في التاريخ الإنساني. أحد هذه القوانين، ينص على المبدأ العريق للعقاب الذي يتناسب مع الجرم، حيث يقول: "إذا ضرب رجل... المزيد
عدد المقالات : 26
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2024/04/02م
يشترط لتقادم حق الدولة في استيفاء الضريبة سريان أو انقضاء أو اكتمال المدة المحددة بموجب القانون لهذا التقادم بأكملها دون أن تمارس الإدارة الضريبية دورها في فرض واستيفاء الضريبة ، إذ لا يتصور أن يبقى الحق في فرض الضريبة قائمـاً أبــد الدهر على الرغم من وجود الإهمال من جانب السلطة المختصة المتمثل بعدم... المزيد
عدد المقالات : 127
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/02/26م
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن وغادر الطبيب بعد أن أخبر هدى بالحقيقة، وقد مثلت تلك الحقيقة صدمة كبيرة لها، وطفقت تفكر في مآل مَن حولها والصلة التي تربطها بهم. انهمرت الدموع من عينيها، هاتان العينان البريئتان الخضراوان اللتان ما نظرتا قط ما في أيادي غيرها من نعمة؛ بل كانتا تنظران فحسب إلى الأيادي الفارغة... المزيد
عدد المقالات : 39
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2024/02/05م
أ.د. صادق المخزومي الشعر الانساني قلم وفم يتمحور بوحُه حراك الإنسان على وسادة الألم ومقاربة الأمل، ويفصح عن حقائق الحياة الخالدة وحكمها الرفيعة؛ يهدف هذا النوع من الشعر الى نشر معالم الأخلاق وأدبيات المجتمع، وإرساء الحكمة والمعرفة والقيم الدينية والاجتماعية؛ بهذه التمثلات في الانثروبولوجيا... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2024/02/05م
يا أنتِ يا عِطرَ الغَوالي لا لستُ في قولي اُغالي إنْ قُلتُ أنّكِ شمعتي في نورها هَزمتْ ضَلالي أوْ قُلتُ أنّكِ نجمتي بشُعاعِها وَشَجتْ حِبالي أوْ قُلتُ أنّكِ كوثري يا كوثرَ الماءِ الزُلالِ أوْ قُلتُ أنّكِ بلسمــــي إنْ ساءَ في الازماتِ... المزيد
عدد المقالات : 54
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2024/01/19م
أ.د. صادق المخزومي من فنون الأدب، وقد يشمل القصص والكتب والمجلات والقصائد المؤلفة بشكل خاص للأطفال، فالطفولة شريحة عمرية مهمة في المجتمع، وتكون حاجتها للأدب مثلما تحتاجه الشرائح العمرية الأخرى، ولعلها أكثر، لأن الأدب قد يسهم في التربية والتنمية الاجتماعية والثقافية، وينبغي أن يكون هذا النوع الأدبي... المزيد
عدد المقالات : 12
علمية
بينت التجارب بان للموجات الصوتية تأثيراً قاتلاً على الحشرات. فوجد ان تعريض بيوض عثة الطحين الهندية Plodia interpunctella لمدة اربعة ايام لموجات صوتية مضخمة amplified sound سبب نسبة قتل تعادل ٧٥% مقارنة بالبيض غير المعرض، وبالإضافة الى ذلك فان الحشرات الكاملة التي... المزيد
الإنزيمات هي عبارة عن مواد بايولوجية محفزة (مساعدة) تقوم وبكميات قليلة بزيادة سرعة التفاعلات الكيميائية بتقليل طاقة التنشيط والتي تحدث داخل الخلية الحية سواء( نباتية أم حيوانية) بدون أن تتغير خــلال هذه التفاعلات. إن معظم الإنزيمات هي بروتينات... المزيد
هو ظاهرة طبيعية مثيرة للإعجاب تلعب دورًا هامًا في حماية كوكب الأرض وفهم علم الفيزياء. يتكون المجال المغناطيسي الأرضي من تأثير القوى المغناطيسية التي تنشأ في النواة الخارجية الملساء للأرض وتنتج حول الكوكب حقلًا مغناطيسيًا يعرف باسم "المجال... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
صحابة باعوا دينهم -3[ سمرة بن جندب]
نجم الحجامي
2024/03/05م     
صحابة باعوا دينهم -3[ سمرة بن جندب]
نجم الحجامي
2024/03/05م     
المواطن وحقيقة المواطنة .. الحقوق والواجبات
عبد الخالق الفلاح
2017/06/28م     
شكراً جزيلاً
منذ شهرين
اخترنا لكم
علي عبد الجواد الأسدي
2024/03/26
في مدينة مضطربة كانت ملبّدة بغيوم الجهل وزاخرة بالظلم والاستبداد وقتل الأولاد من إملاق ووأد البنات، مدينة ملأى بأشواك الكفر وعبادة...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
2024/04/03
( أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com