دعني أبوحُ لواعجَ الألمِ
وعظيمَ ما في الروحِ من سَقَمِ
دعْ جُرحيَ المَجدوبِ يبكي على ..
ما فاتهُ من عابرِ الدّيمِ
جاشتْ مَراجلُ حُزننا فغدى..
مُتناسلاً كاليمِّ مُحتدمِ
دعْ بنتَ أجفاني تَشِفُّ بما
قد ضجَّ من بلوائهِ قَلمي
*** *** ***
أبكي على التأريخِ والرُقُمِ..
أبكي على الأهوارِ والقِممِ
أبكي على النهرينِ ما شَبِعا..
من خلطِ مائِهما بفيضِ دَمي
أبكي من الأرضِ التي التقمتْ..
خيطَ القِماطِ " وسِبحةَ " الهَرِمِ
أبكي على وطنٍ عُدمتُ بهِ..
من كوةٍ تُفضي إلى حُلُمي
*** *** ***
يا موطناً للموتِ سارَ بهِ..
من كلِّ طاغيةٍ ومن قَزمِ
تتقاذفُ الأمواهُ قاربَهُ..
وتسومُهُ الشُطآنُ للظُلَمِ
حَفَّتْ بهِ الذؤبانُ تنهشُهُ
فيلوذُ بالعُقبان والرُخُم ِ
*** *** ***
دَعني أبوحُ .. ولا تُكِمّ فمي
واسمعْ تباريحَ الجَوى الضَرِمِ
هبني مِنَ الأفراحِ ريَّ ضَمي
ولتجترحْ شَعباً بلا صَنمِ
والثمْ شفاهَ الأرضِ سُنبلةً
حُبلى بألوانٍ من النِعَمِ
وامسحْ منَ الجدرانِ نعيَ دمٍ
واكتبْ ولادةَ فجرِكَ الحُلُمِ